العراق

"الليدي" تخترق تخصص الرجال: "لا نرهب الشارع ونستطيع ركن السيارة باحترافية"

بغداد - IQ


في الشوارع العراقية المتسمة دوماً بتوتر معظم السائقين لسبب أو دون سبب، يمكن تمييز جنس قائد السيارة أحياناً بسهولة، فالرجال يقودون بسرعة مفرطة ويخاطرون في العديد من الحالات، عكس النساء تماماً.

وتعدّ مسألة ركن السيارة أو الرهبة التي تعتري النساء أثناء قيادة السيارة هي أكثر المشاكل التي يواجهنها حسب استطلاع أجري في عدد من محافظات جنوب العراق، وشاركت فيه 200 امرأة تترواح أعمارهن بين 20 - 45 عاماً.

وتوصلت دراسات حديثة، إلى أن الرجال يدفعون أسعار تأمين أعلى من النساء، ما يعني أنهن أكثر أماناً وحرصاً، كما أن الرجال أكثر عرضة بـ5 مرات للتوقيف بسبب انتهاك قوانين السير، وأن أكثر السائقين "عدوانية" هم رجال، كما أن 55 بالمئة فقط من الرجال في العالم يقودون السيارات بالسرعة المناسبة، مقارنة بـ75 بالمئة من النساء.

وتفيد الدراسات ذاتها، بأن 73 بالمئة من الرجال يموتون في حوادث الطرق في جميع أنحاء العالم، أي أعلى بـ3 مرات من عدد النساء اللواتي يفارقن الحياة جراء حوادث مماثلة، لأن الرجال أكثر ميلاً لاعتبار الحد الأقصى للسرعة بطيء جداً، بينما تعتبره النساء سريع للغاية.

"ليدي كربلاء"

وتنتشر العديد من مكاتب تعليم القيادة في معظم المدن العراقية، وتوفر أيضاً كوادر نسائية لتعليم النساء قيادة السيارات من الصفر.

لكن في كربلاء، أنشأت "العكيلي"، امرأة اكتفت بذكر لقبها، مشروعاً أطلقت عليه "ليدي كربلاء" لتعليم النساء كيفية ركن السيارة باحترافية والتخلص من رهبة الشارع.


وتقول لموقع IQ NEWS: "بدأنا مشروعنا بعدما فكرنا في النساء وضرورة أن نتعاون ضمن جنسنا اللطيف، وتوصلنا إلى أفكار مبتكرة، فمثلاً لدينا برنامج ترديبي مدته 6 أيام فقط لتعليم السائقة كيف تتخلص من الخوف والارتباك وأن تركن السيارة بشكل محترف، وأيضاً تعليم القيادة على الطرق السريعة ووسط الزحامات الشديد وكيفية التعامل مع الاستدارات الموجودة في الشوارع، وهذا البرنامج خاص بالسائقة التي تعرف في الأصل كيف تقود، لكنها قلقة عند الخروج إلى الشارع".

فكرة المشروع الهادف للتخلص من "القلق" يمثلّها الشعار الذي اختارته "العكيلي"، وهو "كل اللي عليكم تتصلوا والباقي علينا (كل ما عليكم فعله هو الاتصال بنا ونحن نتكفل بالباقي)".

ودربت هذه السيّدة الكربلائية 8 نسوة ليتولين تدريب النساء القادمات للمشروع "مجتمعنا محافظ وذو طابع ديني، ويحتاج إلى مشروع كهذا يضمن للنساء حرية التنقل الآمن"، تقول.

إضافة إلى التعليم، يوفر مشروع "ليدي كربلاء" قائدات سيارات يساعدن النساء على قضاء مشاويرهن وتجاوز "مخاوفهن" و"بعض المشاكسين" في الشوارع أيضاً، ويمكن لهن اصطحاب السيدات إلى الأقضية والنواحي وعموم مناطق المحافظة والمدن الأخرى.


وتضع "العكيلي" معايير خاصة بمكتبها، "مثل لالتزام بالقيود المجتمعية والدينية التي تلتزم بها المحافظة لان المكتب يمثل واجهة لمدينة دينيه مقدسة"، وجميع طواقهما يحملن درجة البكلورويس في اختصاصات متعددة، وهذا شرط قبول "الكابتن" ضمن مشروعها، كما يجب أن يكون عمرها من 25 عاماً فما فوق.

وحظي "ليدي كربلاء" بأصداء جيدة في عموم هذه المحافظة، خاصة وأنه يقتصر على النساء فقط ودون "أية استثناءات تحت أي ظرف"، ويترك الخيار للمرأة لتحديد أي "كابتن" تعلمها القيادة.

"سارة"، وهي فتاة تدربت ضمن المشروع ذاته، تقول لموقع IQ NEWS، إن مدربتها وكان اسمها "أم رضا" زرعت الثقة بداخلها وغيّرت حالتها النفسية التي كانت تمّر بها عندما تكون خلف المقود.

وبالنسبة لـ"خديجة"، ربة المنزل، فإن "ليدي كربلاء" جعلها تنجح في إقناع زوجها بأن تتعلم القيادة خاصة لإيصال أطفالها يومياً إلى مدارسهم بدلاً عن سيارات الأجرة التي تضيف عبئاً على ميزانيتهم المالية.