"مشكلتي نظرة المجتمع"

امرأة تضع عائلتها "أمام الأمر الواقع" وتقتحم مهنة يحتكرها الرجال

بغداد - IQ  


تقتحم "أم حسين" بمركبتها الهونداي الحمراء عالم سيارات الأجرة، باحثة منذ ساعات الصباح الأولى، عن أجرة تعيلها هي وأولادها الثلاثة، في مجتمع تقتصر بعض المهن فيه على الرجال فقط.


وأم حسين، هي بسمة لطيف ابراهيم من مواليد 1975، تسكن قرب حي الحسين في بغداد، وهي أم لثلاثة اولاد وموظفة في وزارة العمل، تقول في حديث لموقع IQ NEWS، "أنا المعيل الوحيد لعائلتي، حيث أن زوجي عاطل عن العمل، وكان علي أن أؤمن مصاريف الحياة لأولادي".


وتضيف أم حسين، "أنا الآن أعمل مع اوبر للنقل، ففي اثناء مروري من جانب الشركة في احد الايام، سألتهم هل تحتاجون إلى كابتن امرأة، ليقوموا بالترحيب بالفكرة، ويوافقوا على الأمر"، مشيرة إلى أن "عملي كسائقة تاكسي، هو عمل أضافي أجبرتني عليه الظروف بسبب عدم امكانيتي على سداد الايجار ومتطلبات الاولاد والدراسة، خاصة وأن لدي بنات تؤام في السادس الاعدادي، وعلي تأمين ذهابهم إلى الجامعة".


مشكلة نظرة المجتمع


وتتابع أم حسين "كوني امرأة، احيانا يكون أمرا مفرحا ومشجعا للركاب، ولكن في أغلب الأحيان اعاني من مشكلة نظرة المجتمع للمرأة، واختار دائما من الركاب العوائل والنساء، لأن المجتمع ينظر إلى المرآة بطريقة خاطئة، خاصة وأنا أسوق التاكسي ويجلس بجانبي رجل غريب".


وتشير أم حسين إلى أن "بعض النساء يستغربون ويتوقعون أني أخطأت لتوقفي لهم، لكنهم بعد ذلك يشجعوني على عملي، واذا كان الحجز عائلة، يستأذن الرجل مني بالجلوس في الخلف، وتجلس المرأة بجانبي، ومثل هذه التشجيعات تعطيني طاقة للاستمرار".


وضعت عائلتي أمام الأمر الواقع


وتتابع أم حسين "في البداية تضايق من الموضوع والدي واخي، ولكن وضعتهم أمام الأمر الواقع، واقنعتهم بعملي كسائقة تاكسي، وحتى اولادي انزعجوا أيضا من عملي وخروجي من البيت وانشغالي، لكنني أحاول ترتيب وقتي بين البيت والعمل".


الشباب في الشارع يتضايقون من سياقة المرأة


وتشير أم حسين، إلى أن "ازدحام الشارع بالسيارات والمارة، هي من أشد التحديات التي تواجهني، إلى سرعة الشباب ومحاولتهم السيطرة على الطريق، حيث ينزعجون من سياقة المرآة للسيارة، بصورة عامة، فما بالك وأنا في مركبة تحمل علامي التاكسي".  


وتوضح، "بعض الرجال يتضايقون مني ويستضعفونني لأني أمرآه، حيث في احدى المرات لم يدفع لي أحد الرجال (كروة) الطريق، فيما يعاملني البعض بطريقة مستفزة، ويتلفظ البعض بذيء عني، خاصة وأنا أحاول أن أحفظ حقي بأخذ الاجرة، إلا أن الأمر لا يخلو من وجود الناس الطيبة الكريمة، التي تدعو لي بالخير والرزق، وهو ما لا انساه من التشجيع من العوائل التي تقابلني باللطف والابتسامة".