"زراعة الشلب ليست متاحة للجميع"

الجفاف يحوّل مزارع في جنوب العراق إلى "صحاري قاحلة": "تركنا العمل.. فقط نريد ماء للشرب"

بغداد - IQ  

شكا مزارعون في جنوب العراق الجفاف الذي يقولون إنه حوّل مزارعهم إلى "صحاري قاحلة"، ودفع بعضهم إلى الهجرة، من المنطقة أو العمل.


وخلال الأشهر والأسابيع القليلة الماضية، انخفضت مناسيب العديد من الأنهر العراقية، في وسط وجنوب وشمال العراق، بفعل السياسات والسدود المائية التركية والإيرانية، على منابع الأنهر الواصلة لبلاد الرافدين، وفق ما يؤكد مسؤولون ومختصون.


وتظاهر العشرات الشهر الماضي في السليمانية احتجاجاً على ذلك، وطالبوا الحكومتين، الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، بالتدخل وحث إيران وتركيا على إطلاق الحصص المائية المقررة للعراق.


"نحلم بماء الشرب"


في جنوب العراق، وتحديداً، في قضاء البدير بمحافظة الديوانية، هجر بعض المزارعين وعوائلهم المنطقة "إذ لم يعد للزراعة مكان هنا"، كما يقول المزارع حميد البديري.


ويضيف في حديثه لموقع IQ NEWS: "في كل عام تزداد هجرة المزارعين وعوائلهم بسبب الجفاف الكبير. من يعتقد اننا نبحث عن الماء للزراعة فهو واهم. اصبحنا نحلم بماء للشرب".



لا تقتصر مشكلة نقص المياه بـ"قطعها" من دول المنبع، فهناك قطع "داخلي" كما يرى هذا المزارع.


ويقول: "هنالك مشكلة اخرى وهي أن الحصص المائية المقررة لنا يتم الاستحواذ عليها والتجاوز من قبل متنفذين في مناطق تسبق مناطقنا"، مضيفاً: "نشتكي ونتحدث لكن دون اي فائدة".


"أعددنا خطة وأمّنا المياه رغم الشحة"


من جانبها، تقول وزارة الزراعة إنها أعدت خطة صيفية لتأمين مياه "كافية" للمزارعين.


ويقول المتحدث باسم الوزارة حميد النايف لموقع IQ NEWS، إن وزارته "اعدت وزارة الزراعة خطتها الصيفية لزراعة المحاصي،، وبالتنسيق مع وزارة الموارد المائية التي امنت لنا الحصة الكافية بالرغم من الشحة المائية ".

وأضاف أن "هذه الحصص ستؤمن لجميع المحافظات باستنثاء، خاصة محافظة ديالى التي تعاني من نقص في المياه الواردة من ايران وانخفاض مناسيب سد حمرين".


وقررت وزارة الزراعة منع المحافظات غير المختصة بزراعة محصول الشلب، من زارعته هذا الموسم، وتحديداً واسط وميسان، كما يقول النايف.



"المزارعون لم يتضرروا"


"الحقيقة.. حالياً لم يقع ضرر على المزارعين"، يقول المتحدث باسم وزارة الموارد المائية علي راضي، مبيناً أن الخطة التي وضعتها وزارته مع وزراة الزراعة تعتمد على الخزين المائي في مد المزارع بالمياه.


ويضيف "اما ان تتهم وزارة الموارد بالاهمال وهدر المياه (غير المتوفرة) فهذا ينافي الحقيقة الواقعية والعلمية، فلو كان الأمر كذلك فعلاً فلماذا ترتفع نسبة الملوحة في شط العرب".