كراسي مخاتير محافظة عراقية شاغرة خوفاً من "الموت"

بغداد - IQ  


منذ سنوات طويلة، شكّل اقتران اسم اي شخص بمنصب مختار القرية او الحي في بعقوبة وضواحيها مصدر قلق ورعب، لأن المخاتير كانوا أهدافاً دائمة لهجمات التنظيمات المتطرفة، بسبب تعاونهم مع القوات الامنية، ما دفع الجميع الى العزوف عن تبوء هذه المناصب الرمزية التي تشكل حلقة وصل بين المواطن والدوائر الحكومية بمختلف عناوينها.


وقال قائممقام قضاء بعقوبة عبد الله الحيالي في تصريح لموقع IQ NEWS، إن "قضاء بعقوبة يعتبر من اكبر اقضية ديالى من ناحية الكثافة السكانية ومر بظروف أمنية عصيبة جدا خاصة في سنوات الدم، (في اشارة منه الى الفترة المحصورة بين 2006 - 2009)، إذ كانت الاضطرابات الامنية في ذروتها عقب سيطرة الجماعات المتطرفة على اجزاء واسعة من القضاء قبل تحريره بعمليات عسكرية واسعة آنذاك".


واضاف الحيالي، أن "الفترة كانت عصيبة جدا على مخاتير القرى والاحياء السكنية في قضاء بعقوبة بعد قتل وإصابة العشرات وتفجير منازل بعضهم وتهجير عوائلهم من قبل الجماعات المتطرفة"، مؤكدا أن "تلك الفترة ورغم مضي 12 سنة على انتهائها الا انها لاتزال عالقة في الاذهان ما تسبب بعزوف كبير عن تولي مهمة مختار القرية او الحي في قضاء بعقوبة".


واشار الى ان "هنالك فراغ يصل الى 50 موقعاً في مناصب مخاتير القرى والاحياء في قضاء بعقوبة بسبب العزوف الذي خلقته سنوات الدم المؤلمة والتي لاتزال تداعياتها عالقة في الاذهان حتى الان لأنها مهمة صعبة بنظر الكثيرين"، لافتا الى ان "كل محاولات سد النقص الحاصل لم تجدي نفعا حتى الان".


من جانبه قال محمد هاشم وهو مختار سابق إنه "بعد 2006 كان الوضع دامٍ في بعقوبة، والمخاتير هم اهداف دائمة للعبوات والاغتيالات"، لافتا الى انه "حتى اولاد المخاتير لم يسلموا من شر التنظيمات الارهابية".


وتابع هاشم، "أنا والعشرات من اقراني تركنا هذه المناصب لحماية أسرنا من بطش التنظيمات المتطرفة كما انه ليس هناك حقوق لهذه الشريحة التي تقوم بأدوار اكبر من دور بعض الدوائر، من خلال رعاية الاحياء والقرى، والمساهمة في حل مشاكلها، بل هم يتحملون وزر كل شيء دون أي دعم حكومي حقيقي".


وبيّن هاشم: "تركت هذه المنطقة بعد عام 2008 ومقتل 3 من رفاقي المخاتير في احياء غرب بعقوبة، ورغم الاستقرار الامني الا اني رفضت العودة، ولكن ليس بسبب الهواجس الامنية فقط، بل بسبب الهواجس السياسية إذ تحاول الاحزاب السيطرة على المناطق ما يجعل المختار في حالة صعبة بين تنافس القوى خاصة مع قرب الانتخابات".


من جانبه، يقول جليل الشمري، مختار قرية زراعية قرب بعقوبة، لموقع IQ NEWS، إن "الهواجس الامنية جزء مهم من الفراغ الحاصل في مناصب المخاتير، لكن الاهم هو تشريع قانون يوفر للمختار حقوقه من راتب وحتى حماية، لأن المختار هو أهم حلقات التواصل بين الحكومات المحلية والمواطنين بل انه يمثل في الإطار الأمني أهم عوامل النجاح في مواجهة الارهاب لأنه يعرف خفايا المناطق".


واضاف الشمري، ان "دعم المختار يعني دعم الامن والاستقرار وحتى معالجة ملف الخدمات، لأنه الاقرب"، مؤكدا بان "الكثير من مخاتير الاحياء والقرى تعرضوا في السنوات الماضية الى استهداف وتهجير وقتل، لكن الحكومة لم توفر شيئاً لذوي الضحايا".