رمز الأنبار في كتب الجغرافيا

نواعير هيت الضاربة بالقِدم "مقصداً للخروج من صدمة داعش"

بغداد - IQ  

في كتب الجغرافيا التي تدرس في المراحل الأولى من الدراسة الابتدائية، تمثل النواعير أيقونة ترمز لمحافظة الأنبار، أكبر المحافظات العراقية مساحةً ومن أقدمها تاريخاً.


وتنتصب هذه النواعير على نهر الفرات المارّ بقضاء هيت غرب الأنبار، التي تقول الأساطير إن النبي نوح جلب منها القار الذي طلى به سفينته، وهي مقصد للسيّاح الذين يزورون المدينة.


وتقع هيت شمال مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، بمسافة 70 كم، كما تبعد 180 كم شمال غرب العاصمة بغداد، ويسكنها، حسب تقدير سكاني رسمي يعود لعام 2010، أكثر من 95 ألف نسمة من قبائل عربية عدة.


وفي كتب التاريخ القديم، يروى أن سرجون الأكدي (2350 ق.م) قصد هيت لتقديم القرابين في معبد شيّد هناك للإله "دجان" المذكور في العهد القديم من الإنجيل.


ويروى أيضاً أن الجيش الروماني دخل المدينة المعروفة باسم "داقيرا" باللغة السريانية (نسبة لآبار القار الموجودة فيها) ، سنة 363م، كما ذكر "زوسيمس" مؤرخ الجملة.


وتعتمد نسبة كبيرة من سكان هيت على الزراعة، وهي تحتوي أيضاً على كثير من ينابيع القار وعدد من عيون الكبريت ولذلك يزورها الكثيرون لغرض العلاج والاستطباب.



إطلالة مميزة على الفرات


يقول مهند زبار، قائمقام هيت في حديث لموقع IQ NEWS، إن نواعير هيت هي موقع تاريخي، وزاد الكورنيش الذي يربط بين الجسر ومنطقة النواعير جمال المدينة وبالتالي نجاح النشاط السياحي في هذا القضاء.




ويشهد هذا الموقع التاريخي والأثري إقبالاً كبيراً، كما يقول زبار، سواء من سكان محافظة الأنبار ذاتها أو من سكان المحافظات الأخرى، فـ"إطلالته على نهر الفرات تمنحه جمالية كبيرة".


ويشير إلى أن توجيهات رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ومحافظ الأنبار علي فرحان، ووزارة الموارد المائية، قضت بأن تكون هذه المناطق ترفيهية، كما أن هناك دراسات لتطوير النواعير المتبقية في غرب المدينة لكونها قطعاً أثرية.


من جانبه، يقول مروان عبد الرحيم، الذي يسكن قضاء هيت في الأنبار، لموقع IQ NEWS إن منطقته أثرية وجميلة و"نتمنى ان يتم تطويرها أكثر، لأنها متنفس ومتنزه للناس الذين يزورها من بقية المحافظات".



ومثلت النواعير والمنطقة السياحية التي تقع فيها متنفساً "كبيراً" للأهالي من صدمة تنظيم داعش وغيره حيث تزورها العوائل في الأعياد والأيام العادية للنزهة، كما يقول طارق نجاح، أحد سكنة مدينة هيت.




وتستذكر "أم سعد" كيف كان مزارعي هيت يعتمدون على النوعير في سقي بساتينهم، والآن "باتت هذه المنطقة والكورنيش الذي بني فيها مكاناً تقصده العوائل للاستجمام بصحبة البنات والأطفال"، متقدمة بشكرها لـ"من طوّر هذا المكان".