"الكثير منا لايريد الزواج والانجاب"

ذكور وأناث يولدون بلا شعر.. قرية عراقية نصف سكانها "صلعان"

بغداد - IQ  


مياه الصرف تقسم قرية الكيف في كركوك، الى نصفين، ومنازلها مشيدة بصورة تفتقر الى ابسط مقومات الحياة، فهي مجرد قطع من الطوب (البلوك)، وضعت واحدة فوق الأخرى وعليها سقوف من الصفيح، ولا مياه صالحة للشرب، ويعيش أهلها بوضع صحي مزرٍ، وبات المرض يسكن معهم وينتقل في اجسادهم ونسلهم، ونرى عشرات الاطفال والعوائل يعانون من أنواع الأمراض، لكن السمة التي تجمعهم سوية هي الصلع.


يجلس محمد الطائي ذو العشرة أعوام أمام منزله مع اخوته الذين يعانون من الصلع الولادي حيث تعتبر قرية الكيف الواقعة ضمن قضاء الدبس شمال غربي كركوك، واحدة من أغرب القرى، إذ يعاني نصف سكان القرية من الصلع الذي يظهر على الأطفال هناك منذ الولادة.


ويقول محمد لموقع IQ NEWS "انا أصلع واخي الصغير كذلك واختي كذلك ووالدي وأعمامي، الجميع يعانون من مرض الصلع الولادي ولا نعرف هل هذا الامر مرض وراثي أم مرض جلدي نعاني منه".


ويكمل محمد، أن "الصلع يتسبب بالكثير من المشاكل لنا أنا وأخوتي مع بقية الأطفال، لأنهم ينادون علينا (الصلعان)، وهذا يؤلمنا، ونطالب من الحكومة ان يعملوا على توفير علاجات لي ولعائلتي وباقي الذين يعانون من المرض من أهل القرية".


وتقول والدة محمد لموقع IQ NEWS، أن "الأوضاع البيئية في القرية وعدم توفر الخدمات هي السبب الرئيسي لظهور اجيال يعانون الصلع وليس هذا فقط بل ان الكثير منا بات لا يريد الزواج او حتى الانجاب لان النتيجة معروفة ولادة طفل يعاني من المرض والصلع ولهذا نناشد الحكومة بمعالجة ما يجري في قرية الكيف".


وتشير أم محمد إلى أن "القرية تعاني من عدم وجود مياه صالحة للشرب منذ سنوات وكذلك التصريف الخاص بالمنازل من المياه الثقيلة صارت نهراً يجري في وسط القرية ويحمل معه القاذورات التي هي مرتع لكثير من الامراض التي تسبب امراض جلدية وحتى جينية".



وأكدت، أن "اغلب فتيات القرية اضربن عن الزواج خوفا من أن يكون مصير اطفالهن هو مرض الصلع وكل من تتزوج من فتيات القرية ترزق بطفل يكون اصلع منذ الولادة وحتى الكبار يصابون بالصلع ذكوراً وإناثاً، حتى بات نصف أهالي القرية صلعاناً، وعلى الصحة والدوائر الحكومية الوقوف على هذه الحالات ومعالجتها من خلال تنفيذ مشاريع للصرف الصحي وتوفير مياه صالحة للشرب".


في حين يقول أحد أبرز مشايخ قرية الكيف، الشيخ أحمد عبد القادر العزاوي لموقع IQ NEWS، إن "البيئة غير الصحية، وعدم وفرة المياه الصالحة للشرب، ووجود مياه الصرف الصحي بين المنازل، هو السبب الحقيقي في ظهور المرض في قرية الكيف".


ويتابع العزاوي، "هذه الامراض ليست وليدة اليوم، بل هناك أجيال ولدت من عدة سنوات يعانون الصلع، وهو مرض بحاجة لتدخل وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية لمعالجته".



من جهته يقول مدير عام صحة كركوك نبيل حمري بوشناق، لموقع IQ  NEWS، إن "دائرة صحة محافظة كركوك شكلت لجنة من المتخصصين في مستشفى آزادي وقطّاع الدبس للوقوف على الاسباب الموجبة لظهور الكثير من حالات الصلع لهذه القرية وان اللجنة اجرت فحوصات عليهم ووجدت ان هناك اوضاع بيئية تحتاج لتوفير النظافة لهم وكذلك المياه"، لافتاً إلى أن "حالات الصلع بين أهالي القرية حسب اللجنة وصلت إلى 42 حالة".


وتابع أن "الصحة توفر الدعم الصحي لمراجيعها ومنهم أهالي قرية الكيف، ونعمل على توفير ما تحتاجه القرية عبر فرق صحية مختصة".


من جانبها قالت معاونة مدير دائرة ماء كركوك جيهان إبراهيم لموقع IQ NEWS، إن "دائرة ماء كركوك نفذت في عام 2019 مد خط ماء صالح للشرب بطول اربعة ونصف كم والمشروع نفذ من قبل شركة محلية ويمكن للقرية وساكنيها التسجيل بصورة رسمية لسحب خط من المياه الصالحة للشرب وهذا ما فعلناه لقرية الكيف لتوفير المياه الصالحة للشرب".