تعرف على قصته

فنان عراقي يستعد لدخول "غينيس" بلوحة مساحتها أكثر من 100

بغداد - IQ  

لولا جائحة "كورونا" التي أوقفت دوران عجلة العالم، لكان الفنان رؤوف العطار ربما قد حقّق حلمه بدخول موسوعة "غينيس" الشهيرة برسم أكبر لوحة في العالم، لكن رياح العالم جاءت بما لا تشتهي سفن الرسام العراقي المولود في بغداد عام ١٩٨٢.

ويُعتبر العطار أحد الفنانين التشكيليين النشطين الذين يسعون خلف أحلامهم ويقيمون المعارض تلو المعارض ويحصدون الجوائز خارج العراق، لكنه مثل كثيرين يشكو من إجحاف الداخل له، وخاصّة وزارة الثقافة ونقابة الفنانين، ورغم ذلك، فإن لا شيء يدفعه إلى التوقف أو اليأس.


بدأ العطار الرسم وهو في سنّ صغيرة، وشارك في أول معرض فني في عمر السادسة، واقام معرضاً يحمل اسمه وهو في مرحلة الدراسة الابتدائية عام 1993، وبعدها اقام معرضاً آخر في المرحلة المتوسطة، وجاء كل ذلك بتشجيع من والده استاذ التاريخ.

قال العطار في حديث لموقع IQ NEWS، "كنت أرى بالالوان عالم كامل ويجب ان اخوضه، ارى اللوحات والتخطيطات في رأسي واترجمها على الورق".

وأضاف "الرسم كان هواية تحولت الى مهنة عن طريق الدراسة والتعمق بالالوان وكيفية تطويعها بالطريقة التي نود، صحيح ان الفرصة لهذه الدراسة كانت أفضل خارج العراق، الا ان رغبتي بإثبات نجاحي داخل بلدي هي من دفعتني الى البقاء، وتحقق فعلاً ما خططت طول حياتي له ونجحت".
 
حصل العطار على درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة قسم التصميم، وماجستير فنون من إيطاليا، إلا أن الرسم لوحده لم يكن كافياً، فحصل على درجة الدكتوراه بالعلوم الاجتماعية. وأقام الفنان التشكيلي حوالي ٢٢ معرضاً شخصياً، وشارك في١٥٠ معرضاً اقيم على نطاق محلي وعربي ودولي.


واعتمد العطار بدرجة كبيرة على سرد القصص في لوحاته، وخاصّة العراقيّة منها، الحديثة والقديمة، فعلى سبيل المثال أقام معرض بعنوان "حديث فنجان" وروى فيه عبر لوحات مختلفة الأحجام الرموز والقصص التي تظهر في فنجان القهوة حين تقرأها العرافة، واقام معرض عن ألوان باطن الارض التي يستكشفها العلماء ببحوثهم، وحظيت مراحل يوم الحساب أو يوم الدينونة باهتمام العطار فرسم معرضاً يتحدّث عنها ويروي قصتها.

وهناك معرض مهم آخر للعطار حوّل فيه رواية ألف ليلة وليلة، التي تدور قصصها حول بغداد، إلى لوحات فنية.

ورغم هذا كلّه، فإن العطار تواجهه بعض العقبات، "المال أكبر عثرة يمكن ان تواجه الفنان" قال قبل أن يضيف "اقمت المعارض من دون دعم من وزارة الثقافة أو أية لجنة أو نقابة خاصة بالفنانين، لكن الذي انقذ الموقف هو تمكني من بيع لوحاتي في كل معارضي التي اقيمها".

أوضح العطار "رعاية الدولة للمجال الثقافي والفني يذهب لفئة معينة وشخصيات محددة من الوزارة دون ان تحظى هذه الشخصيات بما يؤهلها لتصدر المجال هذا على الساحة العالمية بالرغم من ان هناك شخصيات فنية عراقية معروفة ولها باع طويل في هذا المجال ومتميزة ايضاً بفنها".

ويقارن الفنان التشكيلي بين التعامل معه في العراق وإيطاليا، "في ايطاليا الفوا كتاب عني وعن كيفية شروعي بخط جديد في الرسم، وكيف أن هذا الخط لم يتأثر باي رسام اخر ويتفرد بالأفكار وبالأسلوب ايضا، وهذا كان يجب ان يكون دافع لوزارة الثقافة لاحتضان الشخصيات العراقية الفنية بمثل موهبتي وجعلهم ممثلين رسميين عن الثقافة في المحافل الدولية"، لكن العطار يستدرك بالقول "إلا أن هذا لم يحدث مطلقاً... ولا حتى في معرض واحد ".


يرى العطار نفسه فناناً عالمياً، وشرح ذلك بالقول "ارسلت طلباً الى موسوعة فنون اميركا العالمية وتم قبولي باعتباري صاحب خط فني جديد وهو ما شجعني على المشاركات العالمية وتمكنت من الحصول على عدة جوائز في ايطاليا ودخلت موسوعة فنون ايطاليا وحصلت على جوائز دولية عديدة منها جائزة افضل فنان عام ٢٠١٧ بإيطاليا، وكأس فنون ايطاليا، وجائزة كرستوف كولمبوس للفنون من إيطاليا أيضاً، وفي عام 2018 دخل اسمي في اكثر من ثمان موسوعات عالمية ايطالية وفرنسية وأميركية".

الآن يخطّط العطار لدخول موسوعة غينيس، فـ"النجاح" بحسب قوله "يولد حافزاً لنجاح أكبر".


لكن ما هو مشروعه لدخول الموسوعة العالمية؟ قال "بما انني من العراق فاخترت ان تكون بوابة دخولي هذه الموسوعة العالمية لوحة تحمل معالم حضارات العراق منذ أكد وآشور وسومر وصولاً إلى اليوم الحالي".

وأضاف "اللوحة ستتضمن كل معالم العراق من جوامع ومعالم اثرية وحضارية وستكون بأبعاد أكثر عن المائة متر طول وعرض ومن المفترض، حسب ما قررناه مع القائمين في غينيس، أن تكتمل اللوحة في عام كامل".

وشرح أكثر "على الرغم من ان فيروس كورونا عطل مسيرة اكمالي للوحة، الا ان هذا التأخير سيعوض واعمل الان على اكمالها وفق المخطط الزمني المقرر لتكون اللوحة الاكبر في العالم عراقية".