صحيفة أميركية تتناول تأهيل متحف الموصل: هكذا تطوى صفحات التاريخ المؤلمة

متابعة - IQ  


سلّط تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الجمعة (30 نيسان 2021)، الضوء على عملية إعادة بناء متحف الموصل الذي لحقه الدمار خلال فترة سيطرة تنظيم داعش على محافظة نينوى خلال الأعوام بين 2014 – 2017.


وتعمل مؤسسة "سميثسونيان" الاميركية، كطرف دولي داعم، إلى جانب الحكومة العراقية في عملية إعادة بناء المتحف واستعادة المدينة مكانتها كمركز حيوي للثقافة في العراق.


وفي عام 2019، زار فريق من مؤسسة سميثسونيان بواشنطن، المتحف لتقييم الأضرار والبدء في وضع خطة لإعادة الإعمار، كجزء من مشروع بالتعاون مع متحف اللوفر الفرنسي، وصندوق الآثار العالمي، ومؤسسة أليف بسويسرا.


وحاول تنظيم داعش، خلال الثلاث سنوات التي خضعت المدينة لحكمه، تدمير هذا المتحف الذي كان رمزا للتعدد الثقافي داخل المجتمع العراقي.


ونقلت "وول ستريت جورنال" عن الباحث بمعهد سميثسونيان، ريتشارد كورين، الذي يشارك في مشروع تأهيل متحف الموصل،  قوله إن "عملية الترميم من الممكن أن تساعد العراقيين في التغلب على الدمار الذي أحدثه تنظيم داعش".


وبجانب عملية إصلاح مبنى المتحف المتضرر بشدة، فإن الفريق المسؤول عن المشروع يواجه تحديا آخر، وهو فرز آلاف القطع الأثرية المختلفة التي دمرها مقاتلو تنظيم داعش، وفق ما أوردته الصحيفة الأميركية.


وتضيف أن "الفريق صمم شبكة على الأرض، حيث وضع علامات على كل قطعة أثرية قبل نقلها بعناية إلى منشأة تخزين، مخصصة للترميم في المستقبل وإعادة التجميع المحتملة".


ووصف مدير مبادرة الإنقاذ الثقافي لمؤسسة سميثسونيان، والضابط السابق في الجيش الأميركي، كوري فيجنر، عملية ترميم الآثار بالقول "لقد تعاملنا مع الأمر كمسرح جريمة بارد".


وبعد أن قام فريق الترميم بتأمين المتحف، وإصلاح السقف الذي أصابته قذائف الهاون، وغربلة أكوام الحطام، انخرط مدير المتحف، زايد غازي ومساعدوه الآن، في "عملية التخطيط الدقيقة للعصر القادم للمتحف"، بحسب وصف الصحيفة الأميركية.


وتنقل "وول ستريت جورنال" عن غازي قوله، واصفا لحظات هدم داعش للآثار بالمتحف في عام 2015، "كان أمرا لا يصدق.. لقد ظهرت الكراهية العميقة في قلوبهم".


وتشير الصحيفة إلى لقائها بعدد من الآثاريين العراقيين، من بينهم المؤرخ ومؤسس مدونة "عين الموصل"، عمر محمد.


وعلق محمد على عمليات تجديد المتحف قائلا، إن "إعادة تأهيل المتحف، هي أفضل طريقة لإعلان نهاية داعش، وبدء فترة جديدة في تاريخ الموصل الحالي.. إنها فرصة لاستعادة هوية المدينة".


"طي الصفحة المؤلمة"


وتقول الصحيفة الأميركية، إن "التاريخ يظهر أن إعادة بناء المعالم يمكن أن تساعد المجتمعات التي دمرتها الحرب في طوي الصفحة المؤلمة، كما حدث في البوسنة عام 2004، عندما تم ترميم جسر (موستار) إثر حرب البلقان، وأيضا كما حدث مع المباني الأوروبية التي دمرت خلال الحرب العالمية الثانية".


وكان تنظيم داعش هاجم عدة مدن ومواقع تراثية في العراق وسوريا المجاورة، مثل الآثار الرومانية في مدينة تدمر السورية، وتفجير مئذنة المسجد النوري في الموصل، والتي ظلت صامدة لأكثر من 800 سنة.


وعقب سيطرتهم على المدينة، توجه مقاتلو تنظيم داعش إلى متحف الموصل، الذي يعد ثاني أكبر متحف في العراق وموطن القطع الأثرية التي تعود إلى الإمبراطورية الآشورية.


وفي شباط 2015، أصدر التنظيم مقطع فيديو، يظهر أعضائه وهم يستخدمون مطارق ومثاقب لتدمير القطع الأثرية غير الإسلامية، التي وصفوها بأنها أصنام.