بعد جولته الأوربية.. هل تنقل أقدام الكاظمي حمى التطبيع إلى العراق؟

بغداد - IQ  

ما إن حطت طائرة رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، في العاصمة باريس، إيذاناً ببدء جولة لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني للعراق، مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا، حتى بدأ الحديث عن مساعٍ عراقية للتمهيد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، تزامنا مع الحمى التي تنتشر في جسد البلدان العربية. 


وأول من تحدث عن هذا، يوم بدأ الكاظمي، بتنفيذ أجندات جولته، في باريس يوم الإثنين الماضي (19 تشرين الأول 2020) السياسي العراقي مثل الآلوسي، قائلا في حديث لموقع IQ NEWS، إن "التطبيع سيأتي، ولن يحصل إصلاح في العراق إلا من خلاله"، مشيرا إلى "طرح موضوع تطبيع العلاقات بين بغداد وتل ابيب في اجتماعات بلندن وباريس وعواصم اوروبية أخرى"، على حد قوله.


تطبيع ولا تطبيع!

وتطبيع العلاقات مصطلح سياسي يشير إلى "جعل العلاقات طبيعية"، بعد فترة من التوتر أو القطيعة لأي سبب كان، حيث تعود العلاقة طبيعية وكأن لم يكن هناك خلاف أو قطيعة سابقة.


والإمارات أول من أعلنت التطبيع مع إسرائيل، تبعتها في ذلك البحرين، فيما يجري الحديث عن قرب اتخاذ هذه الخطوة في السودان، على خلفية التسهيلات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، للبلد الذي يعاني من أزمة اقتصادية، وسياسية، تمثلت بالاقتراب من رفعه من لائحة الدول الداعمة للإرهاب. في وقت يجري التعامل فيه مع مسألة التطبيع، على أنه قدر لا سبيل للفكاك منه.


وفي هذا السياق، قال السياسي العراقي عزت الشابندر، عبر تغريدة له، الاثنين (19 تشرين الأول 2020)، إن "العراق أمام ثلاثة خيارات بعد الانتخابات الأميركية مباشرة: التطبيع أو التجويع أو التقسيم والترويع". 


ورداً على ذلك، شدد النائب عن كتلة صادقون نعيم العبودي، أمس الأربعاء، قائلا عبر تغريدة على تويتر  "لا تطبيع في العراق ولا تجويع ولا تركيع ولا ترويع.... والتاريخ يشهد".


وبينما أكمل رئيس الوزراء، جولته في برلين يوم أمس الأول الثلاثاء، ولندن يوم أمس الأربعاء، قال السياسي العراقي، صادق الموسوي، إن خطوات التطبيع بين العراق واسرائيل، بدأت في العاصمة البريطانية لندن.


وأوضح الموسوي عبر تغريدة على حسابه في تويتر تابعها موقع IQ NEWSأن "مصطفى الكاظمي التقى في لندن اليوم (أمس الأربعاء) جريد كوشنر (كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب)، وتحدثوا عن الخطوات الأولى للتطبيع وفرص نجاح فرضيات التطبيع مع اسرائيل".


ربما مستحيل!


وفيما لم يصدر تصريح رسمي من الحكومة، بهذا الصدد، استبعد النائب عن صادقون، فاضل الفتلاوي "ان تكون جولة الكاظمي، تهدف لمناقشة قضية التطبيع".


ويضيف الفتلاوي في حديث لموقع IQ NEWS، أن "زيارة رئيس مجلس الوزراء، إلى الاتحاد الأوربي، مرحب بها لما لها من أهمية سياسية واقتصادية"، مشيرا إلى أن "ترويج بعض الجهات الإعلامية والمحللين السياسيين، باعتبار الزيارة تهدف للتطبيع مع اسرائيل لا يمت للواقع بصلة".


وأشار إلى أن "طرح قضية التطبيع مع إسرائيل في زيارة الكاظمي أمر مستبعد، وربما مستحيل خاصة ان العراق من البلدان المهتمة بالقضية الفلسطينية"، مضيفاً أن الحكومة ملزمة بتنشيط الاقتصاد، ولدى العراق أموال كثيرة في هذه الدول، منهوبة ومهربة، يجب أن يتناول الكاظمي هذا الموضوع في كذلك غسيل الاموال ومكافحة الارهاب، في جولته".


تسقيط سياسي


التركيز على قضية التطبيع، مع إسرائيل، خلال زيارة الكاظمي، إلى دول الاتحاد الأوربي، دعاية "تسقيطية" يقف وراءها خصوم الأخير، بحسب رأي المحلل السياسي، إياد العنبر، والتي قال إنها "تستغل صمت الحكومة، وعدم إيضاحها للفكرة الرئيسية من الجولة، وأهدافها، إذ لم تعمل على تسويق رؤيتها لكيفية مساعدة هذه الدول للعراق".


ويكمل، في حديث لموقع IQ NEWS، قائلا: "لا مؤشرات لطرح قضية التطبيع مع إسرائيل في زيارة رئيس مجلس الوزراء، ولم يكن الأخير أول من زار هذه الدول، إذ سبقه في ذلك كل رؤساء الوزراء السابقين".


وعلى حد رأي المحلل السياسي، فإن "مِنْ الأولى محاسبة عبد المهدي (رئيس الوزراء المستقيل) والكاظمي، على الانفتاح بالعلاقات مع الأردن ومصر، واللذان يعتبران من أكثر الدول التي بدأت بالتطبيع مع إسرائيل منذ زمن مبكر"، متسائلاً "لماذا تربطنا علاقات اقتصادية مع بلدين يتعاونان مع إسرائيل؟".