موقع IQ يدخل أضخم مشروع سكني "تطوعي" للفقراء والأيتام في ذي قار (صور)

ذي قار IQ


يعكف منذ عدة أسابيع مجموعة من المتطوعين في محافظة ذي قار لإكمال واحد من أكبر المشاريع الخيرية في المحافظة من أجل الفقراء ومن يفتقرون إلى سكن، حيث باشر المتطوعون بتشكيل خلية تعمل على مدار الساعة لإكمال مشروع بناء مجمع سكني كبير لتلك العوائل ومنحها لهم مجاناً.


القائمون على إنجاز المجمع السكني أطلقوا عليه "مدينة الإمام الحسن"، حيث سيضم ما يقارب الـ 100 منزل متوسط الكلفة، وبداخل المجمع أيضاً سيكون هناك بناء مرافق صحية وخدمية للعوائل، وهي أول تجربة لمجمع سكني يتم بناؤه مجاناً بهذا الحجم والتنظيم وسيشرف عليه أيضا مهندسون متطوعون من ضمن الفريق التطوعي.


يقول المشرف الرئيس على المشروع نعيم آل مسافر خلال حديثه لموقع IQ NEWS، إن "الفريق التطوعي يعمل ضمن (مؤسسة مهام الخيرية) ويشرف على العمل بالكامل، وإن مسميات مسؤول أو مدير وغيرها من العناوين هي مجرد صفات اعتبارية فقط ولكننا نعمل بروح الفريق الواحد".


ويؤكد آل مسافر على أن "آلية منح البيوت السكنية هو تسجيل العوائل وفقاً لنقاط الأفضلية وكل نقطة تعتبر درجة، مثلا اليتم والفقر ويتم الأبوين والعوق، وإذا كان لدى الشخص عقار ملك أو يتسلم تقاعداً أو راتب رعاية وكذلك إن كان الشخص عاطلاً أو لا، وهكذا يتم منح نقاط الأفضلية التي تؤهله لاستلام بيت كامل".




تفاصيل المشروع 


يوضح آل مسافر أن الهدف من هذا المشروع هو "حل المشكلة التي يعاني منها المواطن العراقي الذي يعيش تحت خط الفقر وهي مشكلة السكن بمساهمةً من (مؤسسة مهام الخيرية) التي قررت إدارتها تشييد مدينة الإمام الحسن (ع) لإسكان الايتام والفقراء". 


وبحسب آل مسافر فأن "المدينة تقع غرب الشطرة، في شمال الناصرية، وبمسافة 1 كم على طريق آل عمار، بمساحة 6 دوانم، وتتكون من 100 بيت وجامع ومدرسة ومستشفى ومركز تسوق، تم شراء الأرض وتصميم الخرائط اللازمة والتنادر الخاصة بها وإعداد دراسة جدوى للمشروع برمته، وبعد تحديد القياسات والاحداثيات بدأ العمل الميداني قبل أيام، حيث أن العمل الترابي شمل الطريق والقطعة".


ويضيف أن "المؤسسة التي انبثق عنها العمل والفريق التطوعي تتكون من مهندسين مختصين بمجال البناء وشخصيات اجتماعية لها باع في العمل الإنساني ومساعدة الناس وهم عماد هذا العمل حتى الان".




وأشاد ناشطون ومدونون في محافظة ذي قار بـ"الجهود التطوعية الكبيرة التي يتم تقديمها للفقراء والأيتام بمحافظة ذي قار"، داعين الى المزيد من هذه المشاريع الخدمية، بعد أن أصبحت الدولة "عاجزة عن إيجاد حلول لمشاكل السكن المتفاقمة في العراق بشكل متواصل وإنتشار للعشوائيات"، حسب قولهم.


ويقول مصطفى الفارس، وهو ناشط ومدون لموقع IQ NWES، إن "مشروع مدينة الإمام الحسن (ع) السكني في قضاء الشطرة والذي تشرف عليه مجموعة من المتطوعين التي تعتبر من المشاريع الاستثنائية التي ينفذها فريق تطوعي،   يعتمد بالدرجة الأساس على الأموال والتبرعات".


ويضيف الفارس، أن "هذا المشروع بمثابة إحراج لمؤسسات الدولة والمشاريع الرنانة التي يعلن عنها، مشروع كبير وضخم يضم ما يقارب 100 بيت يعتمد بدرجة أساسية على التبرعات، بينما شاهدنا مئات المشاريع الحكومية على مدى سنوات طويلة يخصص لها مليارات لكن دون فائدة تذكر في النتائج أو في المشروع بشكل عام".


ويتابع، أن "المشروع هذا من المؤمل أن يحفز الكثير من المجاميع التطوعية في إقامة هكذا مشاريع ضخمة تستهدف العوائل الفقير والمتعففة والمحتاجة في محافظة ذي قار، سيما وأن المحافظة تعاني من ارتفاع البطالة ونسب الفقر بشكل ملحوظ".




بدوره، يقول مهندس المشروع، أسعد عادل شريف، لموقع IQ NEWS، إن "مدينة الأمام الحسن (ع) في قضاء الشطرة أحد مشاريع مؤسسة مهام الخيرية، حيث سيكون المجمع السكني في بادئ الأمر يشمل 82 منزلاً، ويوجد مدرسة ومسجد ومركز صحي ومركز تجاري، والأموال التي تأتيها عن طريق التبرعات والمؤسسات الخيرية الأخرى ومكاتب المرجعيات الدينية".


ويتابع شريف، أنه "تم شراء أرض بمساحة 6 دوانم والتي يقام عليها المشروع، حيث يمر بها شارع على امتداد 600 متر، تمت المباشرة بدفن الشارع المؤدي إليها ومن ثم المباشرة بوضع حجر الأساس خلال الأيام المقبلة".


ويؤكد شريف، وهو أحد أعضاء الفريق التطوعي، أن "مشروع المدينة السكنية غير مدعوم من أي شخص ويعتمد على التبرعات فقط، والمؤسسة التي تشرف على المشروع السكني بعيدة عن الاهداف السياسية، وأن وأعضاءها لا يشاركون بأي فعالية سياسية ورسالتهم اجتماعية للمجتمع تقوم على الدعم الإنساني والعمل الخيري لا أكثر".


وكان البرلمان العراقي قد صوت نهاية عام 2019 على اعتبار محافظة ذي قار "مدينة منكوبة"، وإعطائها أولوية في المشاريع والخدمات والتوظيف وفرص العمل وزيادة في التخصيصات المالية.


وكانت مديرية التخطيط في محافظة ذي قار أعلنت في شباط 2018 أن المحافظة احتلت المركز الثالث عراقياً بعدد العشوائيات وأن عدد الوحدات السكنية العشوائية بلغ 37927 وحدة عشوائية، حيث أن جميع العشوائيات شُيدت تجاوزاً على أراضي الدولة ضمن استعمالات مختلفة بينها ما نسبته 35% تجاوز للاستعمال السكني، و23% للاستعمال كمناطق خضراء، و8% على المباني العامة، و14% على أماكن الخدمات، و1% للاستعمال الصناعي، و15% للمختلط ، و 4% للمحرمات.