"استحقاقات ومطالب".. صوت نساء العراق يعلو في عيدهن العالمي

بغداد - IQ/ عادل المختار 

بعد مرور نحو ثمانية عشر عاما على التغيير في العراق، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، هل نالت المرأة العراقية حقوقها الدستورية وهل ستشهد الإنتخابات النيابية المرتقبة حضورا ومشاركة كبيرة للنساء كشريك فاعل في بناء الدولة والديمقراطية؟

تتوقع رئيسة منظمة أور لثقافة المرأة والطفل منى الهلالي مشاركة واسعة للنساء في الإنتخابات المقبلة، خاصة بعد تأسيس أحزاب وحركات سياسية جديدة إنخرطت فيها النساء بشكل كبير، بعدما سلطت انتفاضة تشرين الضوء على وجود النساء ومشاركتهن بكل الفعاليات السياسية.

وتقول الهلالي لموقع IQ NEWS، "للمرأة دور قيادي في المرحلة المقبلة، ونحن كنمظمات نسوية نطالب بحصول المرأة على إستحقاقها الانتخابي، وأن لاتحسب على نظام الكوتا، خاصة وأن نظام الدوائر سيتيح التنوع بين النساء وتكون شمولية أكثر للاقضية". 

خطة يجب دخولها حيز التنفيذ

تقول الناشطة في مجال حقوق المرأة انتصار الميالي لموقع IQ NEWS، إن "الفرص المتاحة أمام النساء غالباً ماتكون محدودة ومحكومة بالعقلية الذكورية وسلطة الكتل وقيادات الاحزاب المتنفذة، التي لم تعترف حتى الان وبشكل صريح بالنساء كشريك في البناء الديمقراطي للدولة"، مبينة أن "ذلك يحصل على الرغم من نضال المرأة العراقية وكفاحها المستمر من اجل احترام حقوقها، وبالاضافة للجهود التي تبذلها الشبكات النسائية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية في توفير الفرص التدريبية وبرامج بناء القدرات لتطوير وتاهيل النساء المنخرطات في العمل السياسي والحملات الضاغطة والمطالبة بتوسيع المشاركة السياسية للنساء, انطلاقا من الايمان باهمية تحقيق المشاركة الفاعلة لهن في مواقع صنع القرار التشريعية والتنفيذية".

وعن إمكانية مشاركة النساء بشكل كبير في الانتخابات المقبلة ترى الميالي وهي عضو رابطة المرأة العراقية، أن "وجود النساء في مواقع صنع القرار خلال هذه المرحلة في العراق يشكل اهمية للنساء وللبلد، استنادا الى خطة العراق الوطنية الثانية للقرار 1325 حول تعزيز ودعم المشاركة السياسية للمرأة ودورها في بناء الامن والسلام والتي يجب ان تدخل حيز التنفيذ واستثمارها بشكل دقيق عبر تنسيق الجهود والعمل على ابراز العناصر النسوية المتميزة".

وتابعت القول، "قد تكون الرهانات صعبة بالنسبة للنساء بسبب تعقيدات المرحلة التي يمر بها العراق وعلى ضوء القانون الانتخابي الجديد، الا انهن يضاعفن الجهود من اجل مشاركة أوسع لهن كناخبات وكمرشحات، لكن لابد من التأكيد على اهمية دور الناخب في المشاركة بالعملية الانتخابية ونشر ثقافة التصويت للمرأة"، مؤكدة أهمية "الابتعاد عن توظيف قضايا المرأة بشكل سلبي في فترات الانتخابات وفي الشعارات".

وتشير الميالي الى "ضرورة خلق مناخ داعم للنساء المرشحات عبر الاعلام وبرامج التوعية والترويج الذي تعتمده المفوضية والاحزاب التي ستشارك بشكل وآخر في الانتخابات المقبلة وتذليل المعوقات"، مبينة أن "هذه العوامل من شأنها تحقيق التغيير عبر وصول النساء الى البرلمان والى مواقع تنفيذية تليق بتضحياتهن وأدوارهن الاستثنائية من اجل البناء المؤسساتي الصحيح للدولة والقائم على إلغاء ثقافة التمييز والاقصاء وترسيخ العدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان". 

الحاجة إلى الثقة

تقول رئيس رابطة لوتس الثقافية النسوية الهام ناصر الزبيدي لموقع IQ NEWS، إننا "بحاجة كبيرة إلى مؤشرات ثقة بالتغيير كي تدفع بالنساء المستقلات بالمشاركة بالانتخابات إذا كانت ترشيح أو انتخاب". 

وتضيف أن "الوضع إذا إستمر كما في الدورات الانتخابية السابقة وترشيح نفس الأسماء التي خطفت مقاعد البرلمان منذ أول دورة ولحد الآن، وهن من غير انجاز يذكر فلا أعتقد سنجد نساء مستقلات يرشحن، وربما يكون هناك عزوف بالنسبة للناخبات".

يذكر أن اليوم الدولي للمرأة أو اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحدث في اليوم الثامن من شهر مارس / آذار من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. 

وبدأ الاحتفال بهذه المناسبة إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945، وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم.