النفط يتأرجح.. هل يرتفع الذهب الأسود وينعش العراق؟

بغداد - IQ/ عادل المختار 

 

يتأرجح مؤشر أسعار النفط في الأسواق العالمية بشكل يميل إلى الإرتفاع حسب المؤشرات المتوفرة، بعد تلقيها ضربة غير مسبوقة إثر تفشي جائحة كورونا.  


وتتوقع مصارف عالمية إرتفاع أسعارالنفط خلال الفترة المقبلة إلى 100 دولار للبرميل الواحد، وهو مستوى غير مسبوق منذ عام، فهل يتنفس العراق الصعداء ويستعيد عافيته الاقتصادية رغم تراجع الأسعار إلى "المنطقة الحمراء" على حين غرة؟


الخبير النفطي حمزة الجواهري يرى، أن مسألة ارتفاع أسعار النفط ليست تلقائية ولكنها تتم من خلال مراقبة الأسواق بعناية لخلق حالة التوازن بين العرض والطلب، مبينا أن "أوبك+" مازالت تضخ النفط للأسواق بكميات أقل مما كانت تضعه قبل جائحة كورونا لكي تخلق توازنا وتصل بالأسعار لما هو منصف للطرفين البائع والمشتري، ولا ترغب برفع الأسعار لدرجة عاليا جدا لكي لا تشجع الإنتاج غير التقليدي للنفط للدخول للأسواق وكذلك أنواع الطاقة غير الإحفورية.


ويقول الجواهري لموقع IQ NEWS، إن "روسيا مثلا تجد أن السعر المنصب ما بين 55 إلى 60 دولارا للبرميل، فيما يجد بعض أعضاء أوبك أن السعر يجب أن لا يفوق الـ80 دولارا ولا يقل عن الـ70 دولارا، ولكن في النهاية يتفق الجميع على سعر أو على مدى محدد لسعر النفط وعنده يتم ضبط السعر عند ذاك الحد، لأن (أوبك +) لديها طاقات انتاجية وتصديرية عالية تفوق ما تبيعه من نفط". 


ويوضح، أن "(أوبك +) أصبحت الآن حريصة جدا على الحفاظ على الأسعار المناسبة، أكثر قبل بعد التجربة المريرة التي مرت بها، ويبقى التغيير البسيط بالأسعار كنتيجة للمضاربات في الأسواق والأزمات غير المتوقعة ولكن سرعان ما يتم السيطرة عليها، مشيرا إلى أن الوصول إلى سعر 100 دولار للبرميل يعتبره الجميع سعرا عاليا جدا ولا يرغبون بخوض مغامرة من هذا النوع مرة أخرى طالما انهم يستطيعون التحكم بالأسواق". 


أسعار مرتبطة بالسياسة


يقول الباحث الاقتصادي صادق البهادلي، إن "أسعار النفط الخام بحسب اعتقاد سابق، مرتبطة بالتطورات الاقتصادية وزيادة النمو الاقتصادي العالمي وزيادة الطلب الكلي على السلع والخدمات، وأيضا عندما تحصل صراعات في جغرافية توافر النفط الخام، وبعد حرب الخليج الأولى كانت التوقعات ان يصل برميل النفط الى حدود ٢٠٠ دولار أمريكي، لكن حصل العكس حيث انخفضت الأسعار الى حدود ٥٠ دولارا، بفضل الانتاج السعودي واغراق السوق النفطي بالمنتج وهذا يعني أن الأسعار الجديدة ممكن ان ترتبط بالسياسة اكثر مما ترتبط بالاقتصاد والتطورات الاقتصادية".


ويرى البهادلي في حديثه لموقعIQ NEWS،  إن "سعر برميل النفط الأمثل هو 70 دولارا، يكون مناسبا لكل الأطراف لاحياء النشاط الاقتصادي العالمي وزيادة الطلب الكلي الذي يساعد البلدان على تخطي ازمة كورونا".

 

ويوضح البهادلي، أن "العراق له مصلحة في ارتفاع أسعار النفط لان اقتصاده ريعي احادي الجانب تعتمد موازنته على ٩٥% من القطاع الحيوي النفطي اي بمعنى ان هناك ٢% من قوى العمل في هذا القطاع تعيل ٩٨% من القطاعات والمؤسسات والشركات الحكومية والعاملين في القطاع العام، وعليه هناك مصلحة للعراق في ارتفاع أسعار النفط، مشيرا إلى أن في الجانب الاخر الشركات والمؤسسات الانتاحية في البلدان التي لها مصلحة في انخفاض أسعار النفط لان في ذلك انخفاض التكاليف الانتاجية ويكون معيار التكلفة عائد بجانبها".


الارتفاع يقابل زيادة الطلب


الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم، تتوقع ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة مع زيادة الطلب عليه.


وتقول سميسم لموقع IQ NEWS، "من المتوقع ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة مع اشتداد موجات البرد، وأزمة كورونا المستجد، لانها تتطلب مزيدا من الوقود للتدفئة ولاسيما في البلدان الأوربية وامريكا الشمالية".


وتوضح، أن "تزايد موجات البرد مع المنخفضات الجديدة التي تستمر مع فصل الربيع في أوربا وأميركا، فضلا عن موجات الثلوج كما يحدث في ولاية تكساس الآن وأعلن عنها كمنطقة كوارث".


وتراجعت أسعار النفط، اليوم الجمعة، مع ارتفاع الدولار الأميركي، بالإضافة لتوقعات أشارت إلى زيادة في المعروض مع عودة أسعار النفط لمستويات ما قبل جائحة كورونا.


وبحلول الساعة 08:04 بتوقيت غرينتش، نزلت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي بنسبة 1.5 بالمئة إلى 62.57 دولار للبرميل، متخلية عن جميع المكاسب التي حققتها أمس الخميس.