"الامير الابيض".. ينعش موائد العراقيين ويجمع حبيبين يفصلهما 100كم ونهرين

ديالى - IQ  


قرب زقاق متهالك من ازقة بعقوبة القديمة تجلس ام قاسم وهي في عقدها السادس من عمرها لبيع القيمر العراقي وتردد ذات العبارة "يرجع الشايب شباب".


ام قاسم هي واحدة من عشرات النسوة اللائي تورثن مهنة بيع القيمر في اسرهن التي تربي قطعان الجاموس منذ عقود طويلة ويطلق عليهم الجماسة او لقب "ام القيمر".


فهي كانت تبيع في كراج النهضة لأكثر من 20 عاما قبل ان تنتقل بعد 2008 الى بعقوبة لبيعه بعد انتقالها مع اسرتها الى اطراف بعقوبة .


وقالت ام قاسم لـIQNEWS، ان "صناعة القيمر العراقي مهمة ليست سهلة وتحتاج الى خبرة وايضا لدي وصفة في جعل القيمر اكثر لذه"، لافتة الى انها "تطلق على القيمر لقب الامير الابيض الذي لا منافس له بين كل الاجبان الاخرى حتى المستوردة".


وتابعت ان "الناس تشتري القيمر لانه الاكثر جودة ولذة ويقدم للعزيز وفي المناسبات السعيدة"، موضحة "انني اعمل في مهنة بيع القيمر منذ 50 عاما عندما كانت صغيرة ومازلت اخوض ذات المسار يوميا".


واكدت ان "وضع القيمر الان افضل من قبل من ناحية الاقبال على شرائه بعد تحسن الوضع الامني".


القيمر يجمع حبيبين يفصلهما 100كم


واشارت ام قاسم الى شقيقتها الصغرى التي كانت تبيع القيمر في كراج النهضة لأكثر من 7 سنوات متتالية ثم ارتبطت بعلاقة حب مع جندي من اهالي قرية زراعية تقع بين خانقين وكفري والذي كان يشتري منها رغم الاختلاف بالقومية وحتى اللغة، الا ان حبهما تجاوز كل التعقيدات ليتزوجا بعد ذلك رغم المسافة التي تفصل بينهما وهي اكثر من 100 كم ونهرين في اشارة منها الى ديالى والوند"، لافتة الى ان "اسرة شقيقتي تتألف حاليا من اكثر من 20 فردا من الابناء والاحفاد".


وتابعت ان "شقيقتي تركت مهنة بيع القيمر بعد زواجها وتحولت الى مزارعة بسيطة في قرية نائية لكنها ورغم مرور 30 سنة لاتزال اكثر مهارة مني في صنع القيمر لان لديها وصفة خاصة".


رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ديالى رعد مغامس التميمي فقد اشار الى "وجود 8 مناطق في ديالى تربي قطعان الجاموس وانتعاش انتاج القيمر والحليب خاصة مع الاستقرار الامني ووجود مناطق مهيأة لتربيتها".


واضاف التميمي ان "تربية الجاموس من المهن القديمة في ديالى، حيث تعرض بعض مربيها الى هجمات من قبل متطرفين بعضها وصل الى قتلهم او ابادة قطعانهم كما حدث في اطراف جلولاء ومناطق اخرى"، مؤكدا ان "مئات الاسر تعتمد على مهنة تربية الجاموس وتسويق منتوجاته خاصة من القيمر الى الاسواق".


اما ابو عمار الخزرحي وهو صاحب محل متواضع لبيع المواد الغذائية ومنها القيمر قال ان "سعر كيلو القيمر يصل الى اكثر من 20 الف دينار وهو سعر مرتفع جدا، لكن نسبة الاقبال على شراءه عالية بالإضافة الى حليب الجاموس الذي يمثل دواء لمن يعانون من ضعف العظام".


واكد ان "القيمر العراقي يبقى في الصدارة ولايمكن ان تنافسه اي منتوجات اخرى ولو كانت مستوردة من ارقى الشركات العالمية لانه يحمل سحر ووصفات تجعل مذاقه وجودته عالية جدا".


امكانية تصدير القيمر العراقي للخارج


الى ذلك بين المواطن شاكر الربيعي ان "صناعة القيمر العراقي من الصناعات التي توارثتها اسر تمنهن تربية الجاموس منذ سنوات طويلة ولها منها وصفة خاصة بها"، لافتا الى ان "الامر المثير هو ان اي احد لم ينجح في صناعة القيمر الا من قام في تربية قطعان الجاموس وكان الامر مرتبط ببعضه البعض".


واضاف الربيعي ان "صناعة القيمر العراقي يمكن ان تتحول الى صناعة على مستوى اقتصادي من خلال بناء منشاة كبيرة تستقطب الحليب وتجذب لها الخبرات المحلي لصناعة منتج يمكن تصديره للخارج خاصة وان هناك افاق بان يكون المنتج سيد الالبان في المنطقة".


واشار الى ان "ديالى فيها اعداد ليست قليلة من قطعان الجاموس ويمكن ان تشكل شركة لتربيتها بالاعتماد على الخبرات المحلية وبذلك سيكون الاطار اقتصادي يدر الكثير من الارباح وايضا فرص العمل للعاطلين".