"الخروج محظور ليلا".. قطعان متوحشة تثير الرعب في ذي قار

ذي قار - IQ  


فكوك ذات أنياب ملوثة، ومخالب حادة ووحشية عالية لا تترد بنهش أي إنسان أمامها، مشهد واقعي مثير للقلق يسود في ذي قار ويدب الرعب في النفوس ويدعو للتفكير مليا قبل المجازفة بالمرور قربه.  


خروج محظور ليلا في عدة امكان، بسبب قطعان كلاب سائبة تغزو شوارع وساحات واسعة في المحافظة، متسببة بظهور أمراض انتقالية خطيرة على خلفية توقف حملات مكافحتها منذ نحو عامين.


خطر داهم 


يؤكد الدكتور رافد رمثان، وهو أخصائي باطنية، بأنه "منذ فترة ليست بالقليلة بدأ في تشخيص حالات مرضية لأشخاص مصابين بالأكياس المائية، وهو مرض معروف انتقاله عن طريق الكلاب وهذه  الحالات كانت من مواطنين من داخل مركز الناصرية وفي منطقة لا تهتم بتربية الكلاب، بل تنتشر فيها الكلاب السائبة". 


ويقول رمثان، في حديثه لموقع  IQ NWES، "في اليوم الواحد أكتشف في عيادتي خلال التشخيص ثلاث حالات مصابة بالأكياس المائية، وسببها كما يبدو الكلاب السائبة التي تنتشر وسط المدينة"، مرجحا "وجود مرضى أخرين مصابين بالمرض نفسه يراجعون أطباء أخرين مختصين بالباطنية". 


ولم تكن قضية الكلاب السائبة في ذي قار وليدة اللحظة، فمنذ سنوات تعاني محافظة ذي قار من  هذه الظاهرة، وخلال السنوات الماضية كانت هناك حملات منظمة تقودها دائرة المستشفى البيطري في المحافظة للقضاء عليها، لكنها توقفت منذ أكثر من سنتين بشكل مفاجئ.


الخروج ليلا محظور 


يقول علي الصالحي وهو مواطن من سكنة الناصرية لموقع IQ NWES، "هناك عدد من المناطق في المحافظة تعاني من تكدس أعداد كبيرة من الكلاب السائبة، مما يجعل الخروج ليلا مهمة مستحيلة، حيث إن الكلاب في تلك المناطق تهاجم المارة مما تسبب ذعرا لدى الأهالي والسكان". 


ويوضح الصالحي، "في منطقة أور وقرب حديقة غازي وسط الناصرية لا يمكن لأي إنسان المرور، حيث تهاجمه الكلاب السائبة"، مبينا أن "هذه المعاناة نفسها يعيشها سكان مناطق أحياء سومر والصالحية وقرب البريد، ويجب أن تأخذ الدوائر المعنية دورها لمكافحة هذه الحيوانات". 


أما المواطن مصطفى فلاح وهو من أهالي قضاء الشطرة شمالي الناصرية يقول، إن "الكلاب السائبة تكاثرت خلال السنتين الماضيتين في أماكن عدة وسط المدينة، وخاصة في الساحات العامة وفي الأسواق بعد منتصف الليل وحتى في المناطق السكنية وسط المدينة". 


ويضيف، أن "هناك أماكن يتجنب أهلها الخروج في ساعة متأخرة من الليل بسبب كثرة الكلاب السائبة في مناطقهم، وقد ناشدنا أكثر من مرة المؤسسات الحكومية المعنية بالأمر لكن دون جدوى حتى الان". 


وكان مجلس محافظة ذي قار الملغى ناقش ملف الكلاب السائبة في أكثر من مرة واجتمع بدوائر البيئة والبلدية والشرطة والمستشفى البيطري، ولكن المهمة لم تكتمل ولم يكتب النجاح للملف بسبب عدم وجود سيولة مالية لتغطية الحملة والتي لم تتجاوز 10 ملايين دينار والتي من شأنها أن تقضي على تلك الكلاب بشكل كبير، لكن بلدية الناصرية اعتذرت في حينها كون أن التخصيص المالي للقضاء على الكلاب ليس له باب صرف.


مقترحات لا يؤخذ بها 


يقول مدير بلديات ذي قار الأسبق حسن دعدوش لموقع IQ NEWS، إن "أغلب الاقتراحات لا يؤخذ بها في الوقت الذي أخذت بها محافظات أخرى"، مبينا أن "حل هذه المشكلة محصور بين دائرة البيطرة والبلدية والبيئة والشرطة وهذا ما حدده القانون، حيث تقوم البيطرة بقتل الكلاب السائبة وترافقها مجاميع من البلدية لرفعها ودفنها بمناطق الطمر الصحي". 


وكانت بيطرة ذي قار، بررت كثرة الكلاب السائبة في المحافظة بعدم وجود تخصيصات مالية لمكافحتها، لكنها نفذت حملة بسيطة في قضاء سوق الشيوخ جنوب الناصرية.


يذكر أن آخر حملة للقضاء على الكلاب السائبة في نفذت في آب عام 2019، بعدها توقفت الحملات بسبب نقص التخصيصات المالية التي لا تتجاوز الـ10 ملايين دينار لإطلاق حملة مكافحة الكلاب في كل أقضية ومدن المحافظة.


إلى ذلك يؤكد مدير المستشفى البيطري في ذي قار عماد ذياب لموقع   IQ NWES، أن "المحافظة تحتاج الى 10 ملايين دينار فقط من أجل مكافحة الكلاب السائبة في جميع المحافظة ولكن هذا التخصيص لا يتوفر لدى الدائرة أو الحكومة المحلية".


ويضيف ذياب، أنه "تم الاتفاق مع شركة نفط ذي قار لصرف المبلغ خلال الأيام القليلة القادمة لإطلاق الحملة والمباشرة بمكافحة الكلاب السائبة".


وبحسب وثيقة صدرت من وزارة الزراعة بشأن انتشار ظاهرة الكلاب السائبة في المحافظات وعدم قيام اللجان المشكلة في المحافظات بتخصيص الأموال اللازمة دعت الوزارة الى التعاقد مجددا مع مختصين يقومون بمهمة القضاء عليها".