شهادات نيابية تشيد برئاسة الحلبوسي.. منذ مغادرته والبرلمان يعيش بحالة شلل

بغداد - IQ  

تشهد الدورة التشريعية الحالية للبرلمان العراقي حالة من التراجع والجمود، لم تعد خافية على المتابعين للشأن السياسي العراقي، فبعد مغادرة الرئيس محمد الحلبوسي لكرسي رئاسة مجلس النواب، بات واضحاً حجم الفراغ القيادي الذي تركه وراءه، حيث يعيش البرلمان اليوم حالة من عدم الاستقرار وغياب الرؤية الواضحة في إدارة الجلسات والملفات التشريعية المهمة.

لم يتمكن البرلمان في ظل القيادة الحالية من تشريع قوانين ذات أهمية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، كما فشل في لعب دور فعال خلال الأزمات السياسية التي عصفت بالبلاد، والأخطر من ذلك، عدم إقرار الموازنة العامة للدولة حتى الآن، رغم اقتراب السنة المالية الحالية من نهايتها، مما يعكس حالة الشلل التي تعيشها المؤسسة التشريعية.

كان الرئيس محمد الحلبوسي يمثل نموذجا فريدا في القيادة البرلمانية، حيث تميز بدوره الحاسم في ضبط إيقاع عمل المجلس وإدارة جلساته بكفاءة عالية، امتلك الرئيس الحلبوسي حنكة سياسية نادرة في التفاوض مع رؤساء الكتل السياسية، مما مكنه من تمرير القوانين المختلف عليها والوصول إلى توافقات سياسية مهمة.

وقد أكد عضو مجلس النواب عن محافظة النجف، حميد الشبلاوي، أن "أفضل من أدار مجلس النواب منذ عام 2003 هو الرئيس محمد الحلبوسي"، مشيراً إلى أن "دوره كان حقيقيا وشخصيا في تولي مهام رئاسة المجلس".

وأضاف الشبلاوي أن "التشريع في عهد الحلبوسي كان الأفضل على المستوى الإداري والحضور"، مؤكداً أن "هذا الحديث يعرفه الشارع العراقي".

لقد استطاع الحلبوسي بفضل خبرته وحكمته السياسية أن يحول البرلمان من مؤسسة تعاني من الجمود والتأخير، إلى مؤسسة فاعلة قادرة على إنجاز الملفات المهمة وتشريع القوانين الضرورية لخدمة المواطنين.

وتحدثت النائبة سروة عبد الواحد عن الفرق الواضح بين فترة رئاسة الحلبوسي والفترة الحالية، مؤكدة أنه "لا يمكن مقارنة الرئيس الحلبوسي مع الآخرين".

وأشارت إلى أن "الرئيس الحلبوسي كان يساند المجتمع المدني بقوة، ويدعم القوانين التي تكفل حرية المرأة وحرية الصحافة، مما جعله رمزا للانفتاح والتقدم في العمل التشريعي".

وأكدت النائبة عبد الواحد أن "الحلبوسي كان مالئ مكانه، وعمل بجد على تشريع القوانين المهمة، وفي وجوده لم تكن تمر قوانين مثيرة للجدل دون دراسة وافية".

ووصفت الحلبوسي بأنه "كان شابا نشطاً يأتي منذ الصباح في الأيام التي فيها إقرار موازنة، ولا يتعب"، مما يعكس التزامه الشخصي وحرصه على أداء واجباته بأفضل صورة".

ويرى مراقبون إن هذه الشهادات من زملائه في البرلمان تؤكد أن فترة رئاسة الحلبوسي كانت استثنائية بكل المقاييس، وأنه ترك بصمة واضحة في تاريخ المؤسسة التشريعية العراقية، واليوم، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول المقبل، يتطلع العراقيون إلى عودة هذا النوع من القيادة الحكيمة والفاعلة التي تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.


أخر الأخبار

الأكثر قراءة