الربيع الثالث.. الحلبوسي في نينوى لوضع حجر الأساس لعصر جديد
- اليوم, 15:33
- سياسة
- 131

بغداد - IQ
وسط أجواء من التفاؤل والترقب، حط رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي رحاله اليوم السبت في محافظة نينوى، مدشناً ما وصفه مراقبون بـ"الربيع الثالث" للمدينة التي عانت ويلات الحرب والدمار، فيما تأتي هذه الزيارة لتضع حجر الأساس لمرحلة جديدة من الإعمار والتنمية في المحافظة .
ويحمل الرئيس الحلبوسي في جعبته خطة متكاملة لإعادة الإعمار في نينوى تشمل تطوير البنى التحتية وإحياء المناطق المتضررة، بالإضافة إلى معالجة ملف النازحين وإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية.
وتتضمن الخطة مجموعة من المشاريع الإستراتيجية التي من شأنها إحداث نقلة نوعية في واقع المدينة، بما يتناسب مع عراقتها وأهميتها التاريخية والثقافية.
وقد أكد الحلبوسي في تصريحات سابقة أن "إعادة إعمار نينوى ليست مجرد واجب وطني، بل هي رد اعتبار لمدينة عريقة ألحق بها الإرهاب أضراراً بالغة"، مشدداً على عزمه "إعادتها أجمل مما كانت".
ويرى الحلبوسي في نينوى مدينة تستحق أن تكون في مصاف المدن العالمية سياحياً وثقافياً وخدمياً، نظراً لامتدادها التاريخي وتنوع ثقافتها وتعدد طوائفها، ولأنها نهضت من تحت الركام لتكتب قصة جديدة في مجال الإعمار والتطور.
يأتي اهتمام الحلبوسي بنينوى في إطار الرؤية الشاملة التي يتبناها حزب "تقدم" الذي يتززعمه، لإعادة إعمار المحافظات المتضررة من الإرهاب.
وقد لعب الحزب دوراً محورياً في دعم نهضة المدينة خلال السنوات الماضية عبر مبادرات متعددة.
وتكشف المرحلة الأولى من عمل "تقدم" في نينوى، والتي سارت بهدوء ودون ضجيج إعلامي، عن تغييرات ملموسة في مشاريع البنى التحتية وإصلاحات إدارية وتبني سياسات أكثر شفافية في إدارة الملفات الخدمية.
ويُعد "تقدم" صاحب الفضل الأول في تحويل مشروع مطار الموصل الدولي من حلم طال انتظاره إلى حقيقة واقعة، ليصبح صرحاً حيوياً يربط المحافظة بالعالم الخارجي ويدعم حركة النقل والاقتصاد في المنطقة.
كما امتد دور الحزب ليشمل توفير التمويل اللازم لإعادة إعمار جسور نينوى المدمرة، ونجح في إعادة تأهيل وافتتاح عدد من الجسور الرئيسية التي أسهمت بشكل كبير في عودة الحياة الطبيعية للمدينة.
إضافة إلى ذلك، لعب نواب "تقدم" عن محافظة نينوى أدواراً محورية في دعم قانون العفو العام الذي عالج ملفات حساسة طالت شرائح واسعة من أبناء المحافظة، ونجحوا في حشد الدعم لتخصيص موازنات إضافية لإعادة الإعمار وتبني مشاريع خدمية حيوية في قطاعات الصحة والتعليم والماء والكهرباء.
بداية "الربيع الثالث"
ويرى مراقبون أنه رغم الإنجازات المتحققة، لا تزال عملية إعادة إعمار نينوى تواجه تحديات جمة، أبرزها قلة التخصيصات المالية، وصعوبات آليات تنفيذ المشاريع، والفساد الإداري والمالي الذي قد يعيق سير العمل.
ويعمل حزب "تقدم" على معالجة هذه التحديات من خلال زيادة تمثيله النيابي عن المحافظة، لفرض رقابة صارمة على تنفيذ المشاريع.
ويعود "تقدم" اليوم بطموحات أوسع لاستكمال مسيرة الإعمار والتنمية، حيث تتضمن خطته المستقبلية استكمال البنى التحتية المتضررة، وتطوير شبكات الطرق والجسور، وتحسين الخدمات الأساسية، فضلاً عن دعم القطاع الخاص وتوفير فرص عمل للشباب.
ويؤكد المراقبون أن تقدم يعمل حالياً على بلورة حزمة من المشاريع الاستراتيجية الجديدة، من بينها مشاريع سياحية تستثمر التراث التاريخي للمدينة، ومشاريع صناعية تهدف إلى إحياء القطاع الصناعي المتعثر، إضافة إلى مشاريع زراعية تستغل الإمكانات الهائلة للمحافظة.
من جهتهم عبر المواطنون في نينوى عن تفاؤلهم الكبير بزيارة الرئيس الحلبوسي، معتبرين أنها بداية حقيقية لمرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار.
ويشير المراقبون إلى أن حزب "تقدم" يحاول تعزيز وجوده في نينوى لا للعودة ليبدأ من جديد، بل ليكمل ما بدأه بخطاب واقعي وأجندة تنموية واضحة، معتمداً على تجارب مثبتة ومشاريع لم تعد بحاجة للترويج بل للمتابعة والاستكمال.
ويلفت المراقبون إلى أن زيارة الرئيس الحلبوسي لمحافظة نينوى محطة مهمة في مسيرة إعادة إعمار هذه المدينة العريقة، وبداية لربيع ثالث طال انتظاره، يأمل أهلها أن يزهر عن غد أفضل يليق بتاريخ وعراقة "أم الربيعين".