"غرباء يسعون لخلق فجوة أمنية"

عشائر الأنبار تشعر بالاستفزاز وتحذّر من "محاولات تخريبية": سندافع بكل الوسائل المشروعة

بغداد - IQ  

في آخر فصول الخطط التي تنفذها جهات سياسية ومسلحة ضدّ رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، خرجت تظاهرة في الأنبار، وقدِم المشاركون فيها من خارج المحافظة الأمر الذي استفز السكان وحذر شيوخ العشائر من خطورة "هذه الممارسات التخريبية" على أمن المدينة واستقرارها.


ورفع المتظاهرون صور نهرو الكسنزاني رئيس الطريقة الكسنزانية المقيم في السليمانية، وهو رجل أعمال يربطه صحفيون ومدونون بقضايا فساد.


ومن تحليل التوقيت والمكان وملاحظة وجود حميد الهايس المرتبط بقوى شيعية، وضع هؤلاء الصحفيين والمدونيين خطوة التظاهرة ضمن الإجراءات السياسية التي تتبناها بعض القوى الساعية لإطاحة محمد الحلبوسي من رئاسة البرلمان وإحداث توترات في الأنبار.


وسابقاً، قال الحلبوسي إن بعض السيئين استغلوا انشغاله في رئاسة البرلمان وانخرطوا في فساد داخل الأنبار وتجب محاسبتهم، لافتاً إلى أن إعمار المحافظة واستقرارها للافت منذ استعادتها من تنظيم "داعش" قبل سنوات، يدفع "الفاشلين في إعمار محافظاتهم" إلى تهويل هكذا قضايا لأهداف سياسية.


"نهرو والهايس مصلحان؟"


تساءل كل من شاهو القرداغي وعمر الجنابي على تويتر حول صلة نهرو الكسنزاني وحميد الهايس بمكافحة الفساد وفي الأنبار تحديداً.


وسأل القرداغي عما إذا كان المتظاهرون الذين خرجوا في الأنبار اليوم يعرفون سبب هذه التظاهرة، ملمحاً إلى أن شعار مكافحة الفساد هو حجة ضمن الحراك السياسي المضاد للحلبوسي.


أما الجنابي، فقد شرح في تدوينة على تويتر اطلع عليها موقع IQ NEWS، رؤيته لما يجري، قائلاً إن "الأنبار فيها فساد مثل جميع المحافظات لأن النظام السياسي كله فاسد وتقوده جهات تمهتن الفساد والعمالة لكن أكيد لن يصلحها الهايس والكسنزاني. حدثت هذه بعد خلافات بين السوداني والحلبوسي حول بنود في الموازنة".


ووصف نهرو الكسنزاني بأنه "أحد أبرز النصابة في العراق بعد 2003 باستغلال الدين للتجارة والعمالة للمنظمات الدولية"، مشيراً إلى في تدوينة أخرى إلى تعرض رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ومقربين منه إلى "هجمة إعلامية قادتها وسائل إعلام وشخصيات وحسابات وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي".


ورأى أن عدم مشاركة حليف مقرب للحلبوسي في صد الهجمة الإعلامية على الأخير تعني "أنه أحد المستفيدين من عملية إضعاف الحلبوسي من قبل الإطار التنسيقي". 


وخلص الصحفي عمر الجنابي إلى أن خصوم الحلبوسي، وضمنهم رئيس الحكومة محمد السوداني يستخدمون "مصادر متعددة التأثير في الرأي العام، حيث لديهم قنوات فضائية ومواقع إلكترونية وعشرات المحللين والصحفيين والمدونين بالإضافة إلى إدارة حملات صفراء على المنصات من قبل شركات متخصصة".


 وإزاء ذلك، حذر مجلس شيوخ عشائر الأنبار من خطورة هذه التحركات، وقال في بيان ورد لموقع IQ NEWS، اليوم الأربعاء، وهو موجه لسكان المحافظة: "ثبت بالدليل القاطع تخلي الحكومة المركزية عن واجباتها في حماية ال تغاضت عن أفعال شلة خارجة عن القانون وبمباركة بعض الأحزاب المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأجندات خارجية تسعى للإطاحة بالمنجز العظيم الذي حققتموه طوال السنوات الماضية".


ووجه المجلس رسالة للرئاسات الأربع، أكد فيها الدعم المطلق للحكومة في جهود مكافحة الفساد وأوصاهم فيها بـ"تحمل مسؤولياتكم الأخلاقية والرسمية بالتدخل الفوري لإيقاف هذه الممارسات التي يراد من خلالها إعادة المحافظة للمربع الأول وهذا ما لن نسمح به أبداً".


وشدد على ضرورة عدم "تقاعس الحكومة" والسماح لـ"المخربين بالتطاول على أهل الأنبار"، مشيراً إلى أن الذين يطالبون بمكافحة الفساد هم من خارج المحافظة وحمّل زعماء "هذه المجاميع المسؤولية الكاملة عن كل ما سيحدث جراء هذه الممارسات".


وأكد أن "سيناريو 2014 لن يتكرر أبداً وسنكون مضطرين للدفاع عن أنفسنا وممتلكاتنا بكل الوسائل المشروعة"، محذراً "المتواطئين من أحزاب الأنبار من حساب عسير اذا لم يعلنوا موقفهم الواضح والصريح وأن لا يختبئوا خلف هؤلاء الغربان".


وبعد وقت قصير على بيان مجلس شيوخ عشائر الأنبار، أصدر مجلس عشائر الأنبار المتصدية للإرهاب بياناً دعا فيه القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني إلى "إيقاف الممارسات التخريبية فوراً"، قائلاً إن "الكسنزانية الذين لم يتخذوا موقفاً من حرق القرآن يريدون إعادة المحافظة إلى المربع الأول".


وأشار مجلس العشائر المتصدية للإرهاب، إلى محاولة هؤلاء اليوم اقتحام ديوان محافظة الأنبار.