بعد سنوات من التهميش

وكالة فرنسية: مشاريع الأنبار تعكس انطلاقة اقتصادية يقف وراءها الحلبوسي

بغداد - IQ  

نشرت وكالة "أ ف ب" الفرنسية، الخميس (07 تشرين الأول، 2021) تقريرا سلط الضوؤ على الأعمار الذي شهدته مدن محافظة الأنبار، فيما رأت أن هذه المشاريع تعكس انطلاقة اقتصادية، يقف وراءها رئيس مجلس النواب، بعد "سنوات من التهميش".

وذكرت الوكالة، في تقريرها الذي تابعه موقع IQ NEWS، أنه "في محافظة الأنبار في غرب العراق، يمكن رؤية فندق فاخر قيد البناء على ضفاف الفرات ومجمعات تجارية ومطار ومشاريع عقارية متنوعة، في مشاريع تعكس انطلاقة اقتصادية خجولة بعد سنوات من التهميش ويقف وراءها رئيس البرلمان المؤثر محمد الحلبوسي".

وأضافت، أن "هذه المحافظة ذات الغالبية السنية شكلت مسرحاً لمواجهات تركزت في مدينة الفلوجة ضد القوات الأميركية بعد غزوها العراق عام 2003، وعانت المنطقة دماراً كبيراً جراء هجمات تنظيم القاعدة بعد ذلك، ثمّ سيطرة تنظيم داعش. واستعادتها القوات الحكومية العراقية في أواخر العام 2015 بثمن باهظ جعل من أغلب مدنها بينها الرمادي، مركز المحافظة، في حالة دمار شبه كامل".

وأردفت: "اليوم، تتطلع المدينة إلى جذب الاستثمارات، لا سيما عبر جهود رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي البالغ من العمر 40 عاماً، والذي يسعى إلى تقديم نفسه كسياسي ديناميكي يترجم الوعود الى أفعال، بهدف تعزيز قاعدته الشعبية".

وأكملت، أن "الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر تعد بالنسبة لهذا السياسي الصاعد، بمثابة استفتاء. ويمكن رؤية صور الحلبوسي وصور تحالفه "تقدّم" منتشرة في مدينة الرمادي، طاغيةً على صور منافسيه من تحالف "عزم" الذي يضم عدداً كبيراً من السياسيين السنة الموجودين على الساحة منذ زمن".

ولفتت إلى أن "الزفت يغطي شوارع الرمادي التي تمتد على جانبيها أعمدة إنارة جديدة. على ضفة من نهر الفرات، ينكب عمال على بناء فندق خمس نجوم، يتألف من 15 طابقاً تتوزع فيها 184 غرفة، وتصل كلفته الى ستين مليون دولار"، مضيفة أن "بلدية المحافظة بالتنسيق مع القطاع الخاص تتولى تنفيذ المشروع الذي يفترض أن يستكمل ببلاط رخامي مستورد من إسبانيا ومرسى زوارق على النهر وأحواض سباحة".

"أغلى من بغداد"

ونقلت الوكالة الفرنسية عن ماجد الغضبان، وهو المقاول الرئيسي الذي يتولى بناء الفندق، إشادته بالمسؤولين المحليين، لا سيما الحلبوسي الذي له "الفضل في إعمار المحافظة والاستقرار السياسي والأمني"، فيها كما يقول.

"حتى الآن، لم تنته الأعمال في المستشفى العام الرئيسي في المنطقة على الرغم من أنه يستقبل مرضى.. إذ إن مستشفى "الصفوة" الخاص فتح أبوابه في نيسان/أبريل، فيما بعض أقسامه "تستحدث للمرة الأولى في المحافظة"، وفق ما يقول مديرها والمستثمر الرئيسي فيها محمد مصلح حنوش.

ويشير حنوش، وهو طبيب أطفال أيضاً، إلى "تحوّل المدينة إلى مركز جذب، قائلاً "حتى أسعار الأراضي ارتفعت بنسبة الضعف تقريبا، (بعضها) أغلى من بغداد".
ونقلت الوكالة عن محافظ الأنبار علي الدليمي المرشح للانتخابات مع تحالف "تقدم"، حديثه عن "مشاريع أخرى قيد الإنجاز بينها مطار دولي ومنطقة حرة لاستقبال البضائع من المنافذ الحدودية الثلاثة التي تربط الأنبار مع سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية".

"رأس الهرم"

ولفتت الوكالة الفرنسية، إلى أن "الحلبوسي أصبح نائبا في البرلمان بعد انتخابات العام 2014، ثمّ رئيس اللجنة المالية البرلمانية، وشغل لفترة محدودة منصب محافظ الأنبار، وأصبح بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة في 2018، أصغر شخص يتولى رئاسة البرلمان".

ونقلت عن المحلل السياسي والمصرفي حمزة حداد، قوله إن الحلبوسي "ارتقى إلى المناصب بسرعة"، و"أصبح بذلك بمواجهة الجيل القديم من السياسيين السنة، ووحّدهم ضده".

وأضاف حداد أنه "من الواضح أن هناك تعزيزا للعلاقات بين العراق والإمارات خصوصا في مجال الأعمال كما في المجال السياسي"، مشيرا الى أن "السلطات الحالية لديها روابط وثيقة" مع الإماراتيين "تأتي من (جهود) رئيس الوزراء (مصطفى الكاظمي) ورئيس مجلس النواب".

ورداً على سؤال حول إمكانية أن يتولى الحلبوسي رئاسة البرلمان لدورة ثانية، يقول حداد "لم يفعل أحد ذلك من قبل، لكن إن كان هناك أحد قادر على فعل ذلك، فهو الحلبوسي".

وتابعت الوكالة قائلة: "من مكتبه، يعرض مدير بلدية الرمادي عمر مشعان دنبوس نماذج معمارية بينها أبراج زجاجية براقة وموقف سيارات بطوابق عدة ومنحنيات هندسية حديثة، كما يكشف عن مجمع عقاري ستقوم بتنفيذه شركة إماراتية في المنطقة".

و"يتطلب تنفيذ كل تلك المشاريع وقتا".. ويقول دنبوس "نحتاج أربع سنوات أخرى"، معرباً عن أمله في أن "يبقى الحلبوسي على رأس الهرم لإكمال ما بدأه مع فريقه".