فيروس كورونا يتمكن من داعية مصرية بارزة

متابعة - IQ  


توفيت الداعية المصرية عبلة الكحلاوي الاثنين، (25 كانون الثاني 2021)، بعد صراع استمر لأسابيع مع فيروس كورونا، الذي تمكن في النهاية من إنهاء مسيرة سيدة وصفت بأنها لم تبحث عن الدنيا وكان سعيها الدائم نحو "الباقيات الصالحات".


ونعت "دار الافتاء المصرية" الكحلاوي عن عمر ناهز 72 عاما، ، مشيرة إلى أنها جمعت بين علوم الشريعة علما وتعليما، وبين العمل الخيري، حيث أسست واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية في مصر، والتي تقوم بالكثير من أعمال "الخير والبر".


من جهته قال محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري ناعيا الكحلاوي: "إننا فقدنا قامة علمية وأخلاقية وصوتا وسطيا حكيما، رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته، (إنا لله وإنا إليه راجعون)".


وتصدرت الداعية المصرية، عبلة الكحلاوي، اليوم الاثنين، محرك البحث غوغل في مصر والسعودية ودول الخليج، وذلك بعد إعلان وفاتها بتداعيات فيروس كورونا الجديد أو ما بات يُعرف باسم "كوفيد-19"، وسط تفاعل واسع بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.


والداعية الإسلامية عبلة الكحلاوي من مواليد 15 ديسمبر 1948، وهي ابنة الفنان المصري محمد الكحلاوي، الذي اعتزل الغناء العاطفي واتجه للإنشاد الديني والتواشيح. ماما عبلة، بدأت عملها في السلك الجامعي بكونها أستاذة الفقه في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وهي الدراسة التي بدأتها تنفيذا لرغبة والدها الفنان المعتزل.


وفي عام 1974، حصلت الكحلاوي على الماجستير في الفقه المقارن، ثم على درجة الدكتوراه في عام 1978 في التخصص ذاته، ثم تنقلت بين عدة مواقع في السلك الجامعي، وصولا إلى كلية التربية في جامعة الرياض، ثم كلية البنات في جامعة الأزهر، ثم تولت رئاسة قسم الشريعة في كلية التربية بمكة المكرمة.


ومنذ عام 1987 بدأت الدكتورة عبلة الكحلاوي في تقديم دروس دينية يومية في الكعبة المشرفة بعد صلاة المغرب، مخصصة للسيدات، واستمرت هذه الدروس لمدة عامين، حتى عادت إلى القاهرة، واستمرت في إلقاء دروسها في مسجد والدها محمد الكحلاوي، في منطقة البساتين بالقاهرة، وكانت محاضراتها تركز على الجوانب الفقهية والأمور الروحية، وتقريب الدين من عامة الناس.


وقدمت الدكتورة عبلة الكحلاوي، عدة برامج دينية على مدار سنوات طويلة، سواء في التلفزيون المصري أو في العديد من المحطات العربية، وكان آخرها برنامج "الباقيات الصالحات"، الذي استمرت تقدمه في بث مباشر على صفحتها الشخصية على فيسبوك، بعد تعذر ذهابها للإستوديوهات وقلة حركتها.


وأسست الدكتورة عبلة الكحلاوي جمعية خيرية في المقطم لرعاية الأيتام والمسنين ومرضى ألزهايمر، تحت اسم "الباقيات الصالحات"، ومع الجمعية قامت بإنشاء مجمع متكامل به مستشفى ودار إقامة واستضافة ومسجد، ودار للمدارسة، وقبل أسابيع من وفاتها، كانت مناشدتها لتوفير الأكسجين لمرضى كورونا التي ترعاهم مؤسستها هي شغلها الشاغل، حتى نفسها الأخير.