"تليغراف": باكستان تتحول إلى مركز جديد للأفيون بعد تراجعه في أفغانستان
- اليوم, 18:19
- منوعات
- 108

بغداد - IQ
كشف تقرير حديث، استنادًا إلى صور الأقمار الاصطناعية، عن توسع مقلق في زراعة الخشخاش بإقليم بلوشستان الباكستاني، بالتزامن مع تراجع زراعته داخل أفغانستان عقب حملة القمع التي فرضتها حركة طالبان.
وبحسب صحيفة "تليغراف" البريطانية، تغطي مزارع الخشخاش آلاف الهكتارات في بلوشستان، خاصة في منطقة لورالاي. وأظهرت صور شركة Alcis البريطانية أن الحقول المخصصة للخشخاش تجاوزت 30 هكتارًا، لتصبح منافسًا واضحًا للمزارع الأفغانية التي شهدت تراجعًا ملحوظًا مؤخرًا.
يشير الخبراء إلى أن هذا التحول الجغرافي في إنتاج الأفيون يعود بالدرجة الأولى إلى السياسات الصارمة التي اتبعتها طالبان في أفغانستان، والتي ألحقت خسائر فادحة بالمزارعين المحليين.
لكن النتيجة لم تكن القضاء على التجارة، بل انتقالها إلى الجانب الباكستاني من الحدود، حيث تفتقر الحكومة للسيطرة الكاملة، لا سيما في المناطق الجبلية والقبلية.
الأخطر، وفق التقرير، أن العائدات المالية الضخمة لهذه التجارة غير المشروعة لا تقتصر على المزارعين، بل تصل إلى شبكات تهريب دولية وجماعات مسلحة في المنطقة.
وتشير تقديرات إلى أن ملايين الدولارات تتدفق من هذه الحقول لتمويل أنشطة غير قانونية، بما في ذلك دعم جماعات متطرفة، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في بلوشستان.
تواجه الحكومة الباكستانية معضلة حقيقية في التعامل مع هذه الظاهرة. بينما تعلن رسميًا التزامها بمحاربة المخدرات، فإن ضعف إمكاناتها الأمنية وانتشار الفقر يجعلان من الصعب ضبط هذا النشاط.
حذر محللون من أن استمرار غض الطرف عن تنامي زراعة الأفيون قد يضر بصورة باكستان دوليًا ويضاعف من أزماتها الداخلية.
كما أن التداعيات مرشحة لتجاوز الحدود الباكستانية. ويتوقع خبراء أن تشهد الأسواق العالمية، خصوصًا في أوروبا والشرق الأوسط، تدفقًا أكبر للمخدرات القادمة من باكستان، بعد أن كانت هذه الأسواق تعتمد بشكل أساسي على الإنتاج الأفغاني.
يخلص التقرير إلى أن الحرب على الأفيون لم تنتهِ، بل انتقلت من بلد إلى آخر، لتعيد رسم خريطة تجارة المخدرات عالميًا، فيما يظل الفقر والفراغ الأمني بيئة خصبة لاستمرار هذه الزراعة.