"اغتصاب وقتل وهروب".. إعدام أمريكي بـ"الحقنة المميتة" بعد 30 عاما من جريمة مروعة ارتكبها
- 10-06-2025, 21:30
- منوعات
- 129

بغداد - IQ
من المقرر أن تعدم السلطات الأمريكية اليوم الثلاثاء رجلا أُدين باغتصاب وقتل امرأة قبل ثلاثة عقود بعد اختطافها من موقف سيارات سوبر ماركت في فلوريدا.
وفي التفاصيل، سيتلقى أنتوني وينرايت، البالغ من العمر 54 عاما، الحقنة المميتة في سجن ولاية فلوريدا بالقرب من مدينة ستارك. حيث أنه كان قد أُدين في جريمة قتل كارمن غايهارت، البالغة من العمر 23 عاما وهي أم لطفلين صغيرين، في مدينة ليك سيتي في أبريل عام 1994.
وسيكون وينرايت سادس شخص يُعدم في ولاية فلوريدا هذا العام، حيث أن الولاية قد أعدمت ستة أشخاص أيضا في عام 2023، لكنها نفذت عملية إعدام واحدة فقط في العام الذي سبقه. وهناك أربع عمليات إعدام مقررة في أنحاء الولايات المتحدة هذا الأسبوع، من بينها أخرى اليوم في ولاية ألاباما. وفي يوم الاثنين، منح قاض في أوكلاهوما أمرا مؤقتا بوقف تنفيذ حكم الإعدام بحق رجل كان من المقرر إعدامه يوم الخميس.
وقد رفضت المحكمة العليا الأميركية عدة طعون قدّمها وينرايت يوم الاثنين، فيما قدّم محاموه محاولة أخيرة صباح الثلاثاء لطلب تأجيل تنفيذ الحكم، مستندين إلى ادعاء أن موكلهم مُنع بشكل غير قانوني من توكيل محامٍ من اختياره بموجب قانون الولاية.
أما ريتشارد هاميلتون، الرجل الآخر المُدان في جريمة قتل غايهارت، فقد حُكم عليه أيضا بالإعدام، لكنه توفي في رواق الموت في يناير 2023 عن عمر ناهز 59 عامًا.
وقالت شقيقة غايهارت، التي تعتزم حضور تنفيذ الإعدام، إن انتظار العدالة لثلاثة عقود هو أمر مبالغ فيه.
وأضافت ماريا ديفيد لوكالة "أسوشيتد برس": "إنه لسخيف عدد الطعون التي يُسمح لهم بتقديمها"، مشيرة إلى أن كل مرحلة من مراحل الاستئناف تعيد فتح جراح العائلة. "عليك أن تعيش المأساة من جديد لأنهم يضطرون لرواية القصة كلها مرة أخرى".
كان وينرايت وهاميلتون قد فرا من سجن في ولاية نورث كارولاينا، وسرقا سيارة كاديلاك خضراء، ثم اقتحما منزلا في صباح اليوم التالي وسرقا أسلحة وأموالا. بعد ذلك توجها إلى فلوريدا، وعندما بدأت السيارة تتعطل في ليك سيتي، قررا سرقة مركبة أخرى.
ووفقا لوثائق المحكمة، فقد واجها غايهارت، وهي طالبة في كلية مجتمعية، يوم 27 أبريل 1994 بينما كانت تضع البقالة في سيارتها من طراز فورد برونكو زرقاء. وأجبراها تحت تهديد السلاح على ركوب السيارة وانطلقا بها. وقد اغتصباها على المقعد الخلفي، ثم أخرجاها من السيارة وحاولا خنقها قبل أن يطلقا النار عليها مرتين في مؤخرة رأسها، بحسب ما ورد في ملفات القضية. ثم جرا جثتها لمسافة عشرات الأمتار عن الطريق ولاذا بالفرار.
وقد اعتُقل الرجلان في اليوم التالي في ولاية مسيسيبي بعد تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
وفي عام 1995، أدانت هيئة المحلفين وينرايت بجرائم القتل والاختطاف والسرقة والاغتصاب، وأوصت بالإجماع بالحكم عليه بالإعدام.
وقد قدم محامو وينرايت العديد من الطعون خلال السنوات الماضية، استنادًا إلى ما قالوا إنها مشاكل شابت محاكمته وأدلة على معاناته من تلف دماغي وإعاقة ذهنية.
ومنذ تحديد موعد إعدامه، قدم محاموه طعونا أمام محاكم الولاية والمحاكم الفيدرالية يطالبون فيها بتأجيل التنفيذ لإتاحة الوقت للمحاكم للنظر في دفوع قانونية إضافية في قضيته.
وفي مذكرة قدموها إلى المحكمة العليا الأميركية، قال محاموه إن قضيته "شابتها إخفاقات منهجية جسيمة في كل مرحلة تقريبا وحتى صدور أمر الإعدام".
وشملت هذه الإخفاقات، بحسب المذكرة، أدلة حمض نووي معيبة لم تُعرض على الدفاع إلا بعد بدء المرافعات، وتعليمات خاطئة لهيئة المحلفين، ومرافعات ختامية مشحونة وغير دقيقة، وأخطاء ارتكبها محامون عيّنتهم المحكمة.
كما أشار الملف إلى أن مُخبِرا من داخل السجن، كان قد أدلى بشهادته ضد وينرايت خلال المحاكمة، اعترف الشهر الماضي بأنه وشاهدا آخر أدليا بشهادتيهما مقابل الحصول على أحكام مخففة، وهي حقيقة لم يتم الكشف عنها للدفاع حينها.
وأوضحت ديفيد، شقيقة غايهارت، أنها تشعر بالحرمان لأن هاميلتون توفي قبل أن يتم تنفيذ حكم الإعدام بحقه.
وأضافت أنها شعرت "بفيض من المشاعر" عندما علمت أن الحاكم وقّع أمر الإعدام بحق وينرايت، مشيرة إلى أن والديها توفيا وهما ينتظران أن تتحقق العدالة، لكنها عازمة على حضور الفصل الأخير من مأساة عائلتها.
وقالت: "لا يوجد شيء يمكن أن يمنعني من رؤية الأمر حتى نهايته".
وأشارت ديفيد إلى أن شقيقتها كانت تحب الحيوانات، وقد فاجأتها عندما قررت دراسة التمريض بدلا من أن تصبح طبيبة بيطرية.
وأضافت أن غايهارت، رغم أنها كانت أصغر منها بسنتين، أصبحت أماً قبلها، وكانت تتحلى بصبر كبير مع أطفالها الصغار.
وتحدثت ديفيد عن شقيقتها: "لقد كانت موجودة، وكان لها وجود مهم، ويجب أن تبقى في الذاكرة، وكانت محبوبة".
ولفتت إلى أنها احتفظت على مدار السنوات بكتاب يتضمن كل المستندات القضائية، من لائحة الاتهام الأولى وحتى آخر طعن قُدم في القضية.
وتابعت: "أتطلع للحصول على آخر الأوراق التي تؤكد تنفيذ حكم الإعدام، لأضعها في الكتاب، وألا أضطر للتفكير في أنتوني وينرايت مرة أخرى".