علماء: أقمار "ستارلنك" تلوّث السماء وقد تتسبب بدمار الأرض

بغداد - IQ  

أعرب الكثير من العلماء عن خشيتهم من أن يؤدي التلوث الضوئي الذي تسببه آلاف الأقمار الصناعية إلى تدمير علم الفلك، وفقا لما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.

ويرى بعض الخبراء أن شركات الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، تساهم بشكل كبير في ذلك التلوث، إذ يصل تعدادها إلى أكثر من 3000 قمر صناعي يحلقون في مدارات مختلفة حول الأرض، علما أن العدد الإجمالي للأقمار الصناعية النشطة بلغ نحو 5 آلاف وحدة. 

وكانت قد تمت الموافقة على 12 عملية إطلاق لمنظومة "ستارلينك"، التي يملكها ماسك، والمتخصصة في البث الفضائي للإنترنت حول العالم، وذلك بالإضافة إلى توقعات بإطلاق نحو 30 ألف قمر من الجيل الثاني لصالح شركة "سبيس أكس".

وبحسب العلماء، فإن ذلك العدد الكبير من الأقمار يؤثر بشكل أو بآخر على عمليات الحصول على صور فضائية قد تنطوي على مزيد من الاكتشافات، وذلك بسبب أحد أنواع التلوث الضوئي الذي تسببه الأقمار الصناعية، ويعرف باسم "وهج السماء".

وتلوث "وهج السماء" يحدث عندما تكون سماء الليل مضيئة بفعل الإضاءات الخارجية، ويحدث هذا النوع عندما ينتشر الضوء عبر الغلاف الجوي فينعكس مرة أخرى على الأرض، ويزيد بزيادة السحب والغيوم.

ويؤثر هذا النوع من التلوث الضوئي في السماء ويجعلها مائلة للون الأصفر، ويمنع هذا الأمر من رؤية العديد من النجوم والأجرام السماوية.

وعندما جرى إطلاق أول 60 قمراً صناعياً من منظومة "ستارلينك" في العام 2019، فوجئ علماء الفلك بمدى سطوعها، وحذروا من أنهم سوف تترك تأثيرا سلبيا على علم الفلك "حتى في الأماكن المظلمة النائية".

وفي العام 2020، وعقب إطلاق مئات أخرى من الأقمار الصناعية، حذرت عالمة الآثار الفضائية بجامعة فلندرز الأسترالية، أليس جورمان، من حدوث"تغيير جذري"، مضيفة: "في غضون جيلين من حياة البشر، لن يبقى أحد على قيد الحياة يتذكر سماء الليل قبل إطلاق هذه الأقمار الصناعية".

وأوضحت عالمة الفلك في الجامعة الوطنية الأسترالية، كارلي نون، والتي شاركت في إعداد بحث بشأن التلوث الضوئي سوف ينشر في العام القادم: "أن (وهج السماء) أصبح يشكل تهديدًا سريعًا للملاحظات التي تعتمد على الآلات باهظة الثمن".

وتابعت: "نحن نلتقط صورًا للسماء، وعندما نفعل ذلك يمكننا التقاط الأقمار الصناعية التي تمر عبر مجال رؤيتنا. عندما يحدث ذلك يتعين علينا حذف تلك الصور على أمل يكون لدينا بعض الوقت أو قناة أخرى لالتقاط تلك المعلومات".

ولفتت إلى أن "هناك حد للتلوث الضوئي يمكن للأرصاد الفلكية التعامل معه في وقت معين وهو حوالي 10٪ زيادة في الضوء، ولكن بمجرد أن ترتفع تلك النسبة يصبح من المستحيل إجراء ملاحظات علمية للسماء".

من جانبها، تقول وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" انعكاسات الضوء يمكن أن تتداخل مع الأقمار الصناعية العلمية التابعة لناسا مما قد يتسبب في ظهور خطوط في الصور التي يلتقطها تلسكوب هابل الفضائي، ناهيك عن تضاؤل فرص اكتشاف أي كويكب قد يصطدم أو يدمر الأرض.

ووصف عالم الفلك جوناثان ماكدويل، من مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية، أساطيل الأقمار الصناعية بأنها "تهديد وجودي لعلم الفلك الأرضي".

الحرة عراق