دراسة تحدد "الوقت الأمثل" لتناول الطعام: لن تصاب بالسُمنة مهما أكلت

متابعة - IQ  

ركزت دراسات على فعالية اتباع نظام غذائي مقيّد بالوقت، إذ تلعب النظم الحيوية دورًا مهمًّا في كيفية تعامل الجسم مع الطعام.


ووجدت أن تناول سعرات حرارية يوميًّا بين الظهر والساعة 8 مساءً لم يكن مثاليًّا للصحة، وأن استهلاك غالبية السعرات الحرارية اليومية في بداية الإيقاع الحيوي قد يؤدي إلى فقدان الوزن وتحسين الصحة الأيضية.


وبينما يركز النظام الغذائي على أن تكون السعرات الحرارية المستهلكة أقل من المحروقة لفقدان الوزن، يفشل هذا النهج في كثير من الأحيان.


ويشدد خبراء التغذية على الانتباه للوقت الذي نستهلك فيه السعرات الحرارية، ليصبح السؤال: ما هو أفضل وقت لتناول الطعام؟


أقل سعرات


في مقال له على مجلة (سيكولوجي توداي) الطبية، قال الدكتور غاري وينك أستاذ علم النفس والأعصاب الجزيئية، إن نظامًا غذائيًّا واحدًا يشدد على تناول الطعام خلال فترة محددة من اليوم.


ويتطلب هذا النظام الذي يسمى نظام 16:8 الغذائي، تخطي وجبة الفطور واستهلاك جميع السعرات الحرارية بين الظهر والساعة 8 مساءً.


وقد أجريت دراسة حديثة على نتائج الأولى -التي أفادت أن هذا النظام الغذائي لم يكن مثاليًّا للصحة- وتابعت 116 بالغًا (رجالًا ونساءً تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا) يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.


وتناول المشاركون في الدراسة 3 وجبات منظمة يوميًّا، وأكلت المجموعة الأولى جميع أنواع الأطعمة من الساعة 12 ظهرًا حتى الساعة 8 مساءً وكانت النتيجة الأولية التي تم قياسها هي فقدان الوزن.


ورصدت الدراسة مجموعة متنوعة من المؤشرات الحيوية الأيضية مثل الدهون والكتلة الخالية من الدهون، والأنسولين الصائم والجلوكوز الصائم وإجمالي إنفاق الطاقة والراحة.


أظهرت العديد من الدراسات العواقب السلبية لتجاهل دور النظم الحيوية في الجسم.


وتوصلت إلى أن استهلاك كل السعرات الحرارية اليومية بين الظهر والساعة 8 مساءً يُنتج سعرات متواضعة للغاية.


واختبرت الدراسة فترة واحدة فقط، من الظهر حتى الساعة 8 مساءً، لكن ماذا يحدث إذا استهلكت غالبية السعرات الحرارية اليومية خلال إطار زمني مختلف؟


ساعات محددة


أظهرت الدراسات أن الاضطرابات في النظم الحيوية يمكن أن تسبب السمنة، وعلى العكس، يمكن أن تؤدي السمنة إلى اضطراب النظم الحيوية الطبيعية.


وتساءل الدكتور وينك في مقاله: ماذا سيحدث إذا كان بإمكانك تناول الطعام بين الساعة 9 صباحًا و4 مساءً فقط؟ هل ستكتسب وزنًا أقل وستكون أكثر صحة بشكل عام حتى لو كنت تتناول نظامًا غذائيًّا عالي الدهون؟


واستطرد: الجواب نعم، بناءً على كيفية تأثر الجسم بإيقاعاتنا اليومية من الأكل والنوم.


وأظهرت العديد من الدراسات العواقب السلبية لتجاهل دور النظم الحيوية لدينا؛ إذ يمكن أن يكون للعمل الليلي، بما في ذلك الأنماط الغريبة للنوم والاستيقاظ التي ينطوي عليها نمط الحياة هذا، العديد من العواقب الصحية السلبية، من أرق، وارتفاع في ضغط الدم، وسمنة، مع ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية ومرض السكري، ويُعرفان معًا باسم متلازمة التمثيل الغذائي.


تناول الدهون


وكشفت سلسلة حديثة من الدراسات، أن النظام الغذائي المتوازن أو الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون (61% من السعرات الحرارية)، ليس هو المحدِّد بل ساعات تناول الطعام، وإذا استمرت طوال اليوم فإن النظام الغذائي يصبح غنيا بالدهون (النظام الغذائي الأمريكي القياسي) ويؤدي إلى السمنة ومرض السكري ومتلازمة التمثيل الغذائي وضعف إيقاعات النوم والاستيقاظ.


ويؤدي اتباع نظام غذائي غني بالدهون أيضًا إلى تدهور نظام الشمّ، وبالتالي يفقد الطعام الكثير من جاذبيته الحسية.


وذهبت نتائج الدراسات إلى أن تناول الطعام العالي الدهون في ساعات محدّدة يوميًّا، أحسن للصحة من تناول نفس النظام الغذائي طوال اليوم.


ويساعد ذلك على فقدان دهون الجسم وتعديل مستويات الجلوكوز وخفض مستوى الكوليسترول في الدم، وتحسين الوظيفة الحركية ودورات النوم العادية.


الأمر الأكثر إثارة للدهشة، وفق الدكتور وينك، هو أن كمية السعرات الحرارية اليومية لم تختلف، بغض النظر عن النظام الغذائي أو جدول التغذية.


أفطر جيّدا

وفي اختبار آخر، جرى تقسيم النساء ذوات الوزن الزائد إلى مجموعة إفطار (700 كالوري في الإفطار و500 في الغداء و200 للعشاء) ومجموعة العشاء (200 كالوري في الإفطار و500 في الغداء و700 للعشاء) لمدة 12 أسبوعًا.


وأظهرت مجموعة الإفطار زيادة في فقدان الوزن وانخفاض محيط الخصر والجلوكوز والأنسولين بشكل ملحوظ، وانخفض متوسط مستويات الدهون الثلاثية بنسبة 33.6% في مجموعة الإفطار وزاد بشكل ملحوظ في مجموعة العشاء.


واعتبر كاتب المقال أن الخلاصة من هذه الدراسات هي "تناولْ وجبة فطور كبيرة ووجبة عشاء صغيرة، ولا تتناولْ وجبات خفيفة في وقت متأخر من الليل".


يلعب تخطي وجبة الإفطار ثم الإفراط في تناول الطعام في المساء دورًا مهمًّا في زيادة الوزن والسمنة، كما أن الأشخاص الذين يتخطون وجبة الإفطار يُبلغون عن عدم شعورهم بالرضا عن طعامهم والجوع بين الوجبات.


ووضع دكتور وينك شعارًا للراغبين في اتباع هذا النظام الغذائي: "أفطر كملِك، وتغدَّ كأمير، وتعشَّ كفقير".