الأسماك "تهدد" الإنترنت في دول الخليج العربي

بغداد - IQ  

خلص تقرير عربي، الاثنين (24 كانون الثاني 2022)، إلى أن هجمات أسماك القرش، إضافة إلى عمليات نقل معدات السفن الضخمة يهدد الإنترنت في دول الخليج لوجود الكوابل المغذية أسفل البحار. 


ويقول موقع "الخليج أونلاين"، في تقرير اطلع عليه موقع IQ NEWS، إن انقطاع الإنترنت عن دول الخليج يشكل خطراً يهدد عمل الكثير من المؤسسات الرسمية والخاصة في تلك البلاد، خاصة أنها أصبحت تواكب التطورات التكنولوجية في جميع مسارات حياتها. 


ويصل الإنترنت إلى دول الخليج عبر كابلات يتم وضعها أسفل البحار والمحيطات، ويتسبب أي خلل بها، أو انقطاع مفاجئ لها، بمشكلة كبيرة في وصول الإنترنت إلى دول مجلس التعاون الخليجي. 


وتعد الكوابل البحرية المغذي الرئيس للإنترنت حول العالم، وهي سلسلة من كابلات الألياف البصرية التي تمر تحت البحار والمحيطات، والتي تربط شبكات الاتصالات الوطنية. 


وتكون هذه الكابلات مملوكة لشركات أو اتحاد شركات، وفي بعض الأحيان تملكها الحكومة كلياً أو جزئياً، وهي بمنزلة الطرق السريعة العابرة للقارات التي تمر خلالها حزم البيانات ذهاباً وإياباً. 


ويكون كابل الاتصالات البحري موصولاً في قاع البحر بين محطات أرضية، بهدف نقل إشارات الاتصالات عبر المحيطات والبحار. 


وكان أول كابلات الاتصالات البحرية تلك التي بدأ تشغيلها عبر الأطلسي في 16 آب 1858، وكان يحمل إشارات التيليغراف، وهو ما أنشأ أول رابط اتصالات فورية بين القارات. 


ويبلغ قطر الكابلات الحديثة حوالي 1 بوصة (25 مم) ويبلغ وزنها حوالي 1.4 طن لكل كيلومتر، وذلك بالنسبة للمناطق العميقة من البحار والمحيطات، وهي المناطق التي يمر عبرها غالبية شبكة الكابلات البحرية، بينما تستخدم الكابلات الأثقل في المناطق الضحلة، وهي أقسام المياه بالقرب من الشاطئ. 


تكمن أهمية الكوابل بأن 99% من حركة البيانات التي تعبر المحيطات تجري بواسطة الكابلات البحرية، حيث تعد موثوقيتها عالية، خاصةً عندما تكون الكابلات ذات المسارات المتعددة متوفرة في حالة انقطاع الكابل. 

وتربط دول الخليج عدة كوابل، أبرزها المربوطة بالسعودية وهي: الكيبل الأول "فالكون" الذي يربط جميع دول الخليج بالإضافة إلى الهند ومصر، والكيبل الثاني "فلاق فالكون"، ويربط دول الخليج ومصر والسودان واليمن والهند وجزر المالديف. 


أما الكيبل الثالث "فلاق إف إي إيه" (FLAG FEA) فيربط الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا والأردن ومصر والهند وماليزيا وتايلند وهونغ كونغ والصين واليابان وكوريا الجنوبية. 


مشاكل بارزة 


بدأت مشاكل الكوابل البحرية تظهر في (شباط 2008) في واحد من أسوأ الانقطاعات في منطقة الشرق الأوسط، حيث أصابت المشكلة دول الخليج العربي، وتراجعت سرعة الإنترنت بشدة. 


وفي حينها وجدت ثلاثة كابلات بحرية قبالة الساحل المصري تالفة، أحدها على الأقل يربط بين دبي وعمان، قطعته مرساة مهجورة تبلغ كتلتها 5400 كيلوغرام. 


وأدى انقطاع الكابل البحري الذي يوزع شبكة الإنترنت، في آذار 2020، إلى انخفاض ملحوظ في سرعة الإنترنت لدى المستخدمين في منطقة الخليج. 


وفي حينها، أكدت شركة "دو للاتصالات" الإماراتية أن الخلل الفني الحاصل "في خدماتنا المنزلية" سببه "انقطاع أحد الكابلات البحرية العالمية". 


آخر حادث وقع في كوابل الإنترنت البحرية كان (الجمعة 21 كانون الثاني الجاري الجاري)، حيث أفادت الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات في الكويت، بتعرض خدمات الإنترنت في البلاد إلى ضعف من جراء قطع كابل بحري خارج مياهها الإقليمية. 


وقالت الهيئة، في حسابها على "تويتر": إن "الكابل البحري الدولي فالكون التابع لشركة جي سي إكس GCX تعرض لقطع خارج المياه الإقليمية الكويتية؛ مما أدى إلى تعطل في بعض الدوائر الدولية العاملة على الكابل". 

مشاكل الكوابل 


تتعرض تلك الكوابل، وفق حديث مهندس الاتصالات محمد السعيد، للعديد من المشاكل خلال وجودها في أسفل البحار والمحيطات، أبرزها وأكثرها هو اصطدام السفن ومعداتها بها، وهو ما يتسبب في قطعها، وتوقف خدمتها. 


ويوضح السعيد أن هجمات الأسماك، خاصة القرش، تكون سبباً في تلف بعض أجزاء الكوابل البحرية التي تنقل الإنترنت، إضافة إلى الزلازل التي تحدث داخل البحار. 


وهناك أسباب أخرى تقف وراء إتلاف تلك الكوابل، كما يبين السعيد، وهي أعمال مقصودة من قبل جهات تخريبية، بهدف قطع الإنترنت عن بعض الدول والمناطق. 


ووفق المهندس المختص، يتطلب إصلاح تلك الكوابل وقتاً وجهداً كبيرين من قبل فرق هندسية متخصصة، ووقتاً ليس قصيراً لعودة الإنترنت. 


ويشكل قطع الكوابل البحرية، حسب مهندس الاتصالات، خطراً يواجه الدول المتقدمة خاصة التي تعتمد على التكنولوجيا في مشاريع المواصلات، والاتصالات.