كسر المألوف بعقلية متوقدة.. IQ يحاور أصغر روائي عراقي

بغداد - IQ/ عادل المختار

في السابعة عشر من عمره، وأصدر روايته الأولى "أسود وأبيض"، فيها كسر القاعدة التي تقول أن الكتابة تحتاج إلى نضوج جسدي وتجار ب غنية، ولكن يبدو أن الأمر لايحتاج سوى إلى نضوج في التفكير والرؤى والخيال، رواية كتبها مازن رياض عن فلسفة الخير والشر والأقطاب المتناقضة في العالم، وهو ماجعلها تستحق الإهتمام.


مازن رياض محمد أمين تولد 2003 في الموصل مركز محافظة نينوى، مازال طالبا في الإعدادية، الدراسة العلمية/ أحيائي، أكمل روايته الأولى بدعم من مؤسسة بيتنا الثقافية وطبعت في داري سنا وسطور، 1000 نسخة، وزعت في نينوى وبغداد وهي في طريقها إلى بقية مدن العراق والدول تباعًا.


رواية "أسود وأبيض" تدور أحداثها في عالم مُتخيّل تمامًا، وتتقسم الرواية بشكل رئيسي إلى أربعة شخصيات رئيسية كلٌ منها لديها قضيتها وهدفها وحياتها، رواية عن الإنسانِ والحُريّة والهُوية وفقدانهم في ظلالِ عقارب الساعة المتسارعة، إنها عن محاولةِ الإنسان في أن يستعيدَ أجنحته ليُحلّق بعيداً عن الجدرانِ الرمادية البليدة التي باتت تحلُم بغزوِ السماء كبُرجِ بابل، تقع الرواية في ٢٩٠ صفحة مقسّمة على ٣٣ فصلا، نالت إعجاب الأدباء والنقاد، واقتنص موقع IQ NEWS حوارا مع أصغر روائي.


الجمع بين العلم والأدب


حول تخصصه العلمي، وتوجهه نحو الأدب قال رياض، إن "الدراسة ليس لها علاقة بشغفي كالقراءة والكتابة وهواياتي الأخرى، لطالما واجهتُ صعوبات في تقبّل طريقة تدريس المناهج الدراسية في العراق، لذلك، في حال أنا لا أحب مادتي الكيمياء واللغة العربية مثلًا، هذا لا يعني بأنني لا أحب علم الكيمياء بحد ذاته أو اللغة العربية المبهرة".


وأشار إلى أنه أنجز روايته بنفسه دون أن يساعده أحد سواء من عائلته أو من أصدقائه، وهي نتاج تفكير شخصي، ولم يمضِ وقت طويل على صدورها، لذلك لم يقرأها الكثير بعد.


وعن نيته المشاركة في مسابقات عربية أو عالمية من خلال روايته هذه، قال: نعم إذا أتيحت لي الفرصة سأشارك بالتأكيد، فرواية أسود وأبيض هي خطواتي الأولى في طريق الكتابة والأدب، وهذا الطريق طويل جدًا".


وأسوَد وأبيَض رواية عن الإنسانِ والحُريّة والهُوية وفقدانهم في ظلالِ عقارب الساعة المتسارعة، إنها عن محاولةِ الإنسان في أن يستعيدَ أجنحته ليُحلّق بعيداً عن الجدرانِ الرمادية البليدة التي باتت تحلُم بغزوِ السماء كبُرجِ بابل.


نتاجات أدبية سابقة


وردا على سؤال حول نتاجاته السابقه قبل الشروع بكتابة الرواية، أوضح أنه كتب العديد من النصوص والقصص القصيرة، إحداها قصة "آيار" التي فازت بمسابقة كُتّاب الرصيف لُتنشر في كتاب خاص بالقصص الفائزة عام 2018.


وبشأن تقديمه الأسود على الأبيض في عنوان روايته، أكد أنه في العادة يُكتب أبيض وأسود، لذا فان مافعله هو "إشارة إلى كسر القاعدة والخروج عن المألوف".


إقتباس من مقدمة الرواية


"أتذكُرين... تلك الليلة عندما كانت السماء المُرصّعة بالنجومِ تمتدُ تحت قدمَي، والأرضُ المظلمة تطفو فوق رأسي. سألتُكِ حينها.. لماذا الحياة قاسية إلى هذا الحد، لماذا لا أستطيع إيقافُ عقارِبَ الزمنِ البخيلة في اللحظات السعيدة وأُخلِّدُ فيها، حياةٌ بِلا ألم.. بِلا بكاءٍ ولا سواد. لقد أدركتُ الآن، بأن ساعةُ الزمنِ الحثيثةَ لا معنى لها بلا تلك اللحظاتِ الزرقاء، بلا ألمٍ وإنكساراتٍ عِدّة، فالألمُ وحده يمكن أن يكون دافعاً للتغيير، دافعٌ لِننتشل السعادة مِن بينِ أنقاضِ عالمنا الكئيب. كيف سنشعر بقيمةِ الصداقة.. لو لم نختنق في وحدتنا، كيف سنَحيا في جنانِ الحب.. لو لم نهوِ مرّةً في دَّرَكِ الكُرهِ والحقد. أسَنشعُر بالإمتنانِ تجاه الفرصة التي وُهبنا كي نحيا؛ لو لم نعلم أننا فانون وأن الموت سيُدركنا في أيةِ لحظة! لَولا الظلام لَنُفِيَ النّورَ مِن الوجود، ولولا الموت لكانت الحياةُ عبثا. يُراقِصُ النقيضان بعضهُما ويلتحِمان، يحيَيان معاً أو يموتُ أحدهُما في الآخر. إنها الرقصةُ الساحِرة لِكونِنا، إنها رقصةُ.. الأسودُ والأبيض".


وبهذا الشأن قال الروائي أحمد سعداوي، إن مازن رياض، من مدينة الموصل، يصدر روايته الأولى "أسود وأبيض"، ليكون بذلك "أصغر روائي عراقي ينضمّ الى المشهد الأدبي".


ويؤكد سعدواي، أن "هذا شيء مبهج بالحقيقة، فهو يؤكد أن قطاعات عديدة من الأجيال الجديدة لا تجذبها توافه الأمور من الحضور السريع على التواصل الاجتماعي، أو تضييع الطاقة والزمن على ما هو ثانوي وعابر، وانما السعي للانجاز الأكثر رسوخاً، ومنه خوض المغامرة الأدبية، بكل ما يكتنفها من تحديات وضغوط نفسية".


أما القارئة همسة قيصر قالت، إن "الرواية مكتوبة بإتقان.. مليئة بالتشبيهات والاستعارات اللذيذة.. كنت أتذوق الكلمات.. كل كلمة كانت لها نكهة تختلف عن سابقتها".


وتوضح، أنها "رواية غنية تقرأ بسرعة لاتفسح المجال للقارئ أن يتنفس، أنهيتها في يومين وأعلم أنه يتوجب علي زيارة طبيب العيون بعدها".