ماكرون: نريد سلاماً في أوكرانيا وليس استسلاماً لروسيا وخطة ترامب بحاجة لتحسين
- اليوم, 15:10
- دولي
- 73
بغداد - IQ
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، إن فرنسا تسعى لتحقيق السلام في أوكرانيا؛ لكنها "لن تقبل بسلام يكون استسلاماً"، موضحاً أن هذا يعني عدم وضع أوكرانيا في موقف مستحيل، وعدم منح روسيا "الحرية لمواصلة التوسع"، بما في ذلك تجاه دول أوروبية أخرى، ما قد "يهدد أمن الجميع".
وعند سؤاله عن خطة السلام، التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمؤلفة من 28 بنداً، وصف ماكرون في مقابلة مع شبكة RTL الفرنسية، هذه المبادرة بأنها "خطوة في الاتجاه الصحيح نحو السلام"، ولكنه أشار إلى أنها "بحاجة إلى تحسين".
وتساءل الرئيس الفرنسي قائلاً: "هل هذا ما يجب أن يقبله الأوكرانيون والأوروبيون؟"، وتابع: "الجواب هو لا. (…) الأوكرانيون هم وحدهم من يمكنهم تحديد التنازلات التي هم مستعدون لتقديمها على أراضيهم، وكل ما يتعلق بهم، مثل اللغة والدستور… والأوروبيون هم الوحيدون الذين يحق لهم أن يقرروا (…) ما الذي سيتم فعله بالأصول الروسية المجمدة، والتي تحتفظ بها الدول الأوروبية".
وتابع: "السؤال الوحيد الذي لا نجد له جواباً هو: هل روسيا مستعدة لتحقيق سلام يكون مستداماً؟"، وأضاف: "أي سلام لا يعيد فيه الروس غزو أوكرانيا بعد ستة أشهر أو ثمانية أشهر، أو بعد عامين. لأن لدينا بعض الخبرة السابقة؛ فقد شنت روسيا بالفعل حرباً عدائية في 2014. (…) وفي فبراير 2022، خانوا كلامهم وكل الاتفاقيات التي أبرموها".
وقال ماكرون إنه في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإنه سيعمل على نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا، وأضاف: "لا يمكن أن يكون هناك سلام مستدام إذا تم تقليص قدرات الجيش الأوكراني في الدفاع والردع ضد أي عدوان".
تباينات بين الخطة الأميركية والمقترح الأوروبي بشأن أوكرانيا تعقّد أي اتفاق سلام وتفتح الباب أمام مزيد من الجدل السياسي.
وأضاف: "لذلك، فإن أول ضمانات الأمن للأوكرانيين ولنا هي وجود جيش قوي".
وقال ماكرون إن تعزيز الجيش الأوكراني يتم أولاً من خلال تدريبه، وتجهيزه، وقدرته على الانتشار على مدى الأشهر والسنوات القادمة. وأضاف أنه في اليوم الذي يُوقع فيه السلام، يمكن نشر قوات تطمينية تشمل جنوداً فرنسيين، من أجل إجراء التدريبات وضمان الأمن.
وسُئل ماكرون عما إذا كان على فرنسا الاستعداد للحرب، فأجاب: "كما ترون، في السنوات الأخيرة ارتفعت حدة الصراعات مع روسيا وزادت المواجهات". وأوضح أن روسيا تقوم بما يسميه "مواجهة استراتيجية هجينة مع الأوروبيين".
وأضاف: "على سبيل المثال، دفعت روسيا مهاجرين عبر بيلاروس، منتهكة سيادة بولندا بهدف زعزعتها، واستمرت في اختراق الأجواء الجوية لدول عدة، بالإضافة إلى شن هجمات إلكترونية ومعلوماتية يومياً على ديمقراطياتنا، بما فيها فرنسا".
واتهم ماكرون روسيا بأنها "توظف أشخاصاً ومرتزقة، وتدفع البعض للقيام بأعمال زعزعة استقرار داخل فرنسا، سواءً كانت معادية للسامية أو أعمال استفزازية ضد المسلمين".
واعتبر الرئيس الفرنسي أن الخطر الكبير هو أن تظهر أوروبا ضعفها في مواجهة الأزمة الأوكرانية. وأضاف: "روسيا تنتج غواصات وصواريخ ودبابات، وتموّل جيوشاً لتُرسل إلى جبهة أوكرانيا أو لاحقاً لتهديدنا إذا ظهرنا ضعفاء".
وحذر: "هذه هي حقيقة التهديد. (…) إذا أردنا حماية أنفسنا، نحن الفرنسيون، يجب أن نظهر أننا لسنا ضعفاء أمام القوة التي تهددنا".
الخدمة الوطنية والتحضيرات العسكرية
ورفض ماكرون في الوقت الحالي تأكيد إنشاء خدمة عسكرية تطوعية في فرنسا، لكنه أشار إلى تحويل الخدمة الوطنية الشاملة إلى شكل جديد.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يجب على الفرنسيين الاستعداد لـ"فقدان أبنائهم"، كما ذكر رئيس هيئة الأركان الفرنسي مؤخراً، قال ماكرون: "لقد تم تحريف كلامه. خرج عن سياقه، ويمكنه توضيحه".
وأضاف: "لكل جندي في الأمة، ميثاق والتزام، والجندي الذي ينخرط يقدم تضحية، لكن بعد ذلك، لا ينبغي شرح للفرنسيين أننا سنضحي بهم. هذا بلا معنى. (…) هذا ليس ما قاله كما يمكن توضيحه".
وتعليقاً على تصريحات الجنرال فابيان ماندون بشأن الاستعدادات العسكرية، قال ماكرون: "هناك قائد للجيش في فرنسا، وهو رئيس الجمهورية، وهذا ضمن صلاحياته الدستورية. وهناك من ينفذ تعليماته عسكرياً، وهو رئيس هيئة الأركان".
ونفى ماكرون أي نية لإرسال الشباب الفرنسيين إلى أوكرانيا ضمن إطار خدمة وطنية جديدة. وقال إن الهدف من المبادرة هو تقوية الأمة، موضحاً أن الحكومة تعمل على تحويل الخدمة الوطنية الشاملة إلى شكل جديد.
وأضاف الرئيس الفرنسي أنه سيقدم مزيداً من التفاصيل حول الموضوع خلال الأيام المقبلة، مؤكداً أن فكرة إرسال الشباب إلى أوكرانيا ليست مطروحة على الإطلاق.
ومن المقرر أن يتحدث ماكرون بشكل موسع عن الخدمة الوطنية الجديدة الخميس، في خطوة تهدف إلى توضيح الرؤية الوطنية لهذه المبادرة.