جيش مدغشقر يعلن تولي السلطة بعد هروب الرئيس
- اليوم, 18:55
- دولي
- 127

بغداد - IQ
أعلن قائد وحدة النخبة في جيش مدغشقر العقيد مايكل راندريانيرينا تولي الجيش السلطة في هذه الدولة الجزيرة الواقعة أفريقيا وذلك بعد أن صوتت الجمعية الوطنية (البرلمان) على عزل الرئيس أندريه راجولينا بتهمة التخلي عن الواجب.
وقال العقيد راندريانيرينا – الذي يقود وحدة النخبة "كابسات" في الجيش- بعد تلاوته بيانا أمام مبنى حكومي عبر الإذاعة الوطنية "لقد تولينا السلطة"، مضيفًا أن الجيش يقوم بحل جميع المؤسسات باستثناء مجلس النواب، الذي صوت على عزل راجولينا قبل دقائق فقط من إعلانه.
وكان الرئيس راجولينا أصدر مرسوما في وقت سابق اليوم بحّل الجمعية الوطنية، مستبقا بذلك تصويتا يهدف إلى تنحيته عن منصبه في خضمّ احتجاجات شعبية ضده.
وبعد أن أضعفه انضمام الجيش في نهاية هذا الأسبوع إلى الاحتجاجات التي تشهدها مدغشقر، ولجوئه إلى مكان مجهول، استبعد راجولينا استقالته في خطاب بُثّ مباشرة عبر فيسبوك مسا ءأمس، هو الأول له منذ هذا التطوّر، وحضّ فيه على "احترام الدستور".
وأعيد انتخاب راجولينا في 2018 و2023 في انتخابات شهدت معارضة ومقاطعة واسعتين.
وكان راجولينا الذي انتُخب عام 2018 ثم وسط مقاطعة المعارضة عام 2023 لولاية من خمس سنوات، مُهدّدًا بتصويت يستهدف تنحيته لـ"عجزٍ موقت"، وهو قرار يتطلّب غالبية الثلثين في الجمعية الوطنية.
وأكد نواب من المعارضة أنهم تمكنوا من جَمع ما يكفي من التواقيع لإجراء تصويت خلال جلسة استثنائية تُعقد اليوم الثلاثاء، معللين هذه الخطوة بحصول شغور في السلطة، نظرا إلى أن رئيس الدولة غادر مدغشقر الأحد بطائرة عسكرية فرنسية، وفقا لإذاعة فرنسا الدولية.
وكانت وحدة "كابسات" في الجيش والتي أدت عام 2009 دورا رئيسيا في إيصال راجولينا إلى السلطة بانقلاب أعقب حراكا شعبيا، دعت في نهاية هذا الأسبوع قوات الأمن إلى "رفض إطلاق النار" على المتظاهرين، ثم انضمت إلى المحتجين في وسط العاصمة.
وما لبثت معظم القوات المسلحة أن حذت حذوها، ومن بينها قوات الدرك التي كانت سابقا في طليعة قمع المظاهرات.
وأفادت الأمم المتحدة بمقتل 22 شخصا على الأقل وإصابة نحو مئة بجروح في الأيام الأولى للتظاهرات.
وينص الدستور على وجوب إجراء الانتخابات التشريعية "بعد ستين يوما على الأقل وتسعين يوما على الأكثر من إعلان حل الجمعية الوطنية".
وفاقمت هذه التطورات غموض الوضع في هذه الجزيرة الفقيرة الواقعة في المحيط الهندي، حيث تجمع آلاف المتظاهرين مجددا الثلاثاء في أنتاناناريفو.
وكما هي الحال منذ 25 أيلول/سبتمبر، يغلب على التظاهرات شباب حشدتهم جماعة "الجيل زد"، وانضم إليهم موظفون حكوميون دعتهم نقابات عدة إلى الإضراب ومحتجون من مختلف الأعمار.
كذلك انتشرت اللافتات المعادية لفرنسا، بحسب ما لاحظ فريق وكالة الصحافة الفرنسية في عاصمة مدغشقر، ومما كُتب عليها: "اخرجي يا فرنسا"، "ويا راجولينا وماكرون اخرجا".
ولمدغشقر تاريخ طويل من الانتفاضات الشعبية التي أعقبتها تولّي حكومات عسكرية انتقالية السلطة.
ويعيش 80% على الأقلّ من سكان مدغشقر البالغ عددهم 32 مليون نسمة بأقلّ من 15 ألف أرياري يوميا (2,80 يورو)، أي تحت خط الفقر الذي يحدده البنك الدولي.