فورين بوليسي: الانتفاضات العربية أعادت الأوروبيين لتبني فكرة الاستقرار الاستبدادي

متابعة - IQ  

خلص مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، الجمعة (25 كانون الأول 2020)، إلى أن مآلات ثورات الربيع العربي "غيرت وجه السياسة الخارجية الأوروبية إلى الأبد ربما، حتى بات ملموساً احتضانها المتزايد للدكتاتوريين العرب الجدد".

وقال أنشال فوهرا الباحث المختص في شؤون الشرق الأوسط في مقاله الذي نشرته المجلة الأميركية، إنه "بعد 10 سنوات من الانتفاضات العربية، يعيد بعض الأوروبيين الآن تبني فكرة الاستقرار الاستبدادي، كما يتجلى في الاحتضان المتزايد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مصر"، مضيفاً أن "السياسة الخارجية الأوروبية تغيّرت بشكل ملموس باحتضانها المتزايد للدكتاتوريين الجدد، الذين ظهروا على الحدود الجنوبية للقارة، بدون حتى ورقة التوت من الأخلاق الليبرالية، التي كثيرا ما رفعتها".

وأضاف، أن "ثورات الربيع العربي لم تفشل في جعل الدول العربية أكثر استقرارا فحسب؛ بل جعلت الدول الأوروبية أيضا أقل استقرارا"، مبيناً أن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان جزئيا رد فعل على أزمة اللاجئين، التي أثارتها الانتفاضة السورية، والحرب الأهلية اللاحقة، كما أن الأحزاب السياسية الشعبوية في جميع أنحاء أوروبا استفادت من المخاوف المتزايدة من (الإسلام والتطرف)".

وينقل الكاتب عن جوليان بارنز داسي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله إن "الربيع العربي قدم فرصة لإعادة تشكيل التطورات على الأرض؛ لكن أوروبا فشلت في المساعدة على تحقيق ذلك، مضيفا أن "التركيز الأوروبي يتقلص بشكل متزايد على تحديات الأمن والهجرة مع تراجع الثقة بالنفس في أي قدرة على دفع النظام السياسي في المنطقة العربية في اتجاه أكثر إيجابية".

ويوضح فوهرا أنه "في عام 2015، ومع قيام مئات الآلاف بركوب القوارب وقضاء شهور وسنوات في معسكرات ضيقة للوصول إلى بر الأمان، رأى الشعبويون الأوروبيون، الذين كانوا حتى آنذاك على الهامش في السياسة الأوروبية، فرصتهم باستغلال مخاوف العديد من الأوروبيين من أن وظائفهم قد تُمنح للاجئين أو أن وجود أناس من ثقافات مختلفة بشكل واضح قد يغير أسلوب حياتهم".

وتابع، أن "العداء تجاه اللاجئين تم ترسيخه من الإسلاموفوبيا المتأصلة بعمق في أذهان العديد من الأوروبيين. ومع ذلك، فإن ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وسلسلة الهجمات الإرهابية التي نفذها أعضاء الجماعة أو مؤيدوها في أوروبا، ساعد الشعبويين بشكل أكبر. وأدت الهجرة إلى تفاقم المخاوف من هجمات المتطرفين، وغيَرت وجه السياسة الأوروبية، ربما إلى الأبد".

وختم قائلاً إن "الأحاديث اليومية على طاولات القهوة في أوروبا، حتى في المدن التي تعد مراكز للأفكار الليبرالية مثل باريس وبرلين، أصبحت غالبا معادية للأجانب".