"الدقيق الفاسد".. خيار سكان غزة الوحيد لمواجهة الجوع

بغداد - IQ  
لم يبق أمام سكان غزة الذين يفوق عددهم مليوني نسمة خيارًا لمواجهة المجاعة التي تضرب القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد خيارًا إلا الدقيق الفاسد لإعداد الخبز وسد جوعهم.
وتفرض إسرائيل إغلاقًا شاملًا على جميع معابر القطاع منذ مارس الماضي، وتمنع إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والوقود، وتربط ذلك بالتوصل لاتفاق مع حركة حماس بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.
وحسب المنظمات الدولية، فإن مخازن المساعدات أصبحت فارغة من محتوياتها، وأن سكان غزة يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة تقترب للمجاعة، في حين توقفت المخابز منذ أكثر من شهر عن العمل بسبب عدم قدرة برنامج الغذاء العالمي على توريد الدقيق والوقود لها.
ويشتكي سكان القطاع من النقص الحاد في المواد الغذائية وتحديدًا الدقيق الذي يصنع منه الخبز، والذي ارتفعت أسعاره بشكل كبير إن توفر، بالرغم من عدم صلاحيته للاستخدام الآدمي بسبب وجود السوس وبعض الحشرات والديدان بداخله.
سوس وديدان
وقالت فريال السوسي، إنها تضطر لغربلة الدقيق الذي يشتريه زوجها من الأسواق بأسعار خيالية نظرًا لوجود السوس والديدان بداخله، مشيرًة إلى أن الدقيق المتوفر في غزة فاسد ولا يصلح للاستخدام الآدمي أو للحيوانات.
وأوضحت السوسي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنها مضطرة لإعداد الخبز لعائلتها من الدقيق التالف، وذلك تجنبًا لحالة الجوع التي يعيشونها في ظل الوضع الإنساني الصعب للغاية وفقدان جميع أشكال الطعام بغزة.
وأضافت "الدقيق به سوس وحشرات وبالغربلة تنقص قليلًا لكنه يبقى غير صالح للاستخدام أو الأكل؛ لكننا لا نجد أي بديل عن ذلك"، متابعًة "نجد فقط الدقيق غير الصالح، ونحاول استصلاح أي جزء منه من أجل البقاء على قيد الحياة".
وأشارت إلى أن "المطلوب الضغط على إسرائيل من أجل إدخال المواد الغذائية والدقيق لغزة، واستئناف عمل المخابز"، لافتًة إلى أن جميع سكان غزة يعيشون حالة من الجوع، وحتى الخبز أصبح الحصول عليه صعب المنال.
وقالت هديل البسيوني، إن عائلتها لم يبق لهم إلا الدقيق الفاسد لسد جوعهم، بالرغم من رائحته الكريهة، وكثرة السوس والديدان والرمل بداخله، مبينًة أن البدائل معدومة ولونه وطعمه مختلفين بشكل كبير عن الدقيق العادي.
وأوضحت البسيوني، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنها أجرت عدة محاولات لتغيير لونه وطعمه بإضافة بعض المواد لكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل خاصة في ظل فساده بشكل كبير، وعدم صلاحيته للاستخدام"، مؤكدًة أنها تخاف من الأمراض جراء استخدامه.
وأضافت: "استخدام هذا النوع من الدقيق جاء نتيجة الوضع الصعب وفقدان أي نوع صالح للاستخدام، وأطفالنا تعرضوا لنزلات معوية، كما أنهم أصيبوا بأمراض مختلفة بسبب تناول الخبز المصنوع من الدقيق الفاسد".
وبينت أن "الجميع مضطر لتناوله وأنهم يغلقون أنوفهم خلال تناول الخبز، الذي لا يجدون معه أي نوع من أنواع الطعام"، متابعًة "السكان يعانون الأمرين من أجل الحصول على الدقيق مع توقف المساعدات، وذلك دفعهم للجوء للدقيق الفاسد والمسوس".
أسعار باهظة
وقال خالد السقا، أحد تجار الدقيق في قطاع غزة، إنه "نتيجة للحصار الإسرائيلي المشدد ارتفعت أسعار الدقيق لمبالغ باهظة للغاية"، لافتًا إلى أن ثمن الكيس الواحد يبلغ نحو الـ600 دولار في الوقت الحالي، ومن المتوقع أن يبلغ 1000 دولار.
وأوضح السقا، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "البديل لدى السكان في ظل المجاعة المتفشية بالقطاع هو الدقيق الذي بداخله حشرات وكائنات حية لم يراها سكان غزة من قبل"، مبينًا أن هذا النوع كان في السابق مخصص للحيوانات.
وأشار إلى أن "الكميات المتوفرة في غزة محدودة للغاية، وهي في يد كبار التجار الذي يحتكرون الأسواق ويستغلون الإغلاق الإسرائيلي"، متابعًا "نعمل من على تنظيف الدقيق قدر الإمكان؛ إلا أننا لا نتمكن من ذلك بشكل كامل".
وتابع "الوضع صعب للغاية وسكان غزة مضطرين للعيش على أسوأ الظروف، وهذا النوع من الدقيق عليه إقبال لأن السكان مجبرين على ذلك"، مشددًا على أن السكان سيفقدون خلال الأيام القليلة المقبلة أي مصدر للخبز.

أخر الأخبار

الأكثر قراءة