ماكرون يطالب باصلاح "مجلس الأمن".. ويؤكد: بايدن فرصة للمواصلة العمل بطريقة سلمية

متابعة - IQ 

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين (16 تشرين الثاني 2020)، إلى "تحديث" الهيئات الدولية، وفيما رأى أن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة "لم يعد ينتج حلولاً مفيدة اليوم"، قدّم رؤية لـ"تعزيز سيادة" الدول الأوروبية أمام الولايات المتحدة الأميركية والصين.

وقال ماكرون في مقابلة مع مجلة "لو غران كونتينان"، إنه يجب "أخذ العلم بأن إطارات التعاون متعدد الأطراف باتت اليوم ضعيفة، لأنها معرقلة.. وأنا مضطر للتنويه بأن مجلس الأمن الدولي لم يعد ينتج حلولاً مفيدة اليوم"، مضيفاً "نحن جميعاً نتحمل مسؤولية مشتركة عندما يصبح البعض رهائن أزمات التعددية، مثل منظمة الصحة العالمية".

وباستثناء مؤتمر عبر الفيديو في نيسان الماضي، التزم مجلس الأمن الذي يضمّ كدول دائمة العضوية الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا، الصمت حيال أزمة كوفيد-19، وهي أسوأ أزمة صحية شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

وعلى خطّ موازٍ، اتّهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب منظمة الصحة العالمية بأنها قريبة جداً من الصين وبدأت إدارته الاجراءات لسحب الولايات المتحدة من المنظمة الأممية.

وأمام هذا الواقع، عدّ ماكرون أن "المسار" الصحيح في الوقت الحالي هو "تعزيز وبناء أوروبا من الناحية السياسية" مبيناً "إذا أردنا أن يتمّ خلق تعاون، يجب أن يتمكن أقطاب متوازنون من بناء هذا التعاون، حول تعددية جديدة، ما يعني (إقامة) حوار بين القوى المختلفة لاتخاذ القرارات معاً".

وأضاف الرئيس الفرنسي "يجب أن ننجح في إعادة ابتكار أشكال مفيدة للتعاون وائتلافات للمشاريع وجهات فاعلة وعلينا أن ننجح في تحديث الهياكل وإعادة توازن هذه العلاقات"، عاداً أن ضمان أن تكون "أوروبا قوية" هو "الاحتمال الوحيد لإعادة فرض قيمنا لتجنّب الاحتكار الثنائي الصيني الأميركي والانهيار وعودة القوى الإقليمية المعادية".

وأشار ماكرون إلى أنه "يعارض بشدة" مقالة كتبتها وزيرة الدفاع الألمانية آنيغريت كرامب-كارنباور ونشرها موقع "بوليتيكو يوروب" وجاء فيه أن "أوهام الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي يجب أن تنتهي: لن يتمكن الأوروبيون من لعب دور أميركا الحاسم كمزوّد للأمن".

وعلّق الرئيس الفرنسي على المقال قائلاً "أعتقد أنه تفسير خاطئ للتاريخ. لحسن الحظّ أن المستشارة (أنغيلا ميركل) ليست من هذا الرأي، إذا فهمت الأمور بشكل جيد"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة لن تحترمنا كحلفاء لها إلا إذا كنّا جادين مع أنفسنا وإذا كنا سياديين في دفاعنا الخاص".


وتابع إيمانويل ماكرون "أعتقد إذاً أن تغيير الإدارة الأميركية هو فرصة للمواصلة بطريقة سلمية تماماً وهادئة، ما يجب أن يفهمه الحلفاء فيما بينهم: نحن بحاجة إلى مواصلة بناء استقلاليتنا لأنفسنا، كما تفعل الولايات المتحدة لنفسها، وكما تفعل الصين لنفسها".