"طريق مختصر".. إيران تسعى لتكون بوابة العرب إلى الصين عبر العراق

بغداد - IQ  


نشر موقع الجزيرة نت، الجمعة (26 كانون الأول 2020)، تقريرا سلط الضوء على المساعي التي تبديها طهران للتنسيق مع بغداد، من اجل تنفيذ خط سكة حديد "شلامجة-البصرة"، الذي تأمل في اقتتاحه خلال العامين القادمي، ضمن مشروع تأمل أن يكون بوابة للعرب، لمنافسة طريق الترانزيت التركي إلى الصين.


وذكر الموقع، في تقريره الذي تابعه IQ NEWS أنه "لطالما أولت إيران على مر السنين أهمية كبيرة لعلاقاتها التجارية مع الدول المتاخمة لحدودها، وكانت منذ القدم جسرا مهما للطرق التجارية مثل طريق الحرير، وحتى الآن، ورغم العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، الا ان هذه العلاقات استمرت لأنها باتت أوكسجينا في ظل حالة الاختناق الاقتصادي الكبير الذي تعاني منه طهران".


وأضاف، "وتأكيدا على هذه العلاقات الاقتصادية وتسهيل التجارة مع الدول المحاذية لإيران، تم إنشاء وافتتاح الكثير من المشاريع على الحدود المجاورة، آخرها افتتاح المعبر الحدودي الثاني مع باكستان في 19 ديسمبر كانون الأول الماضي، وكذلك أول خط سكة حديدية مع أفغانستان في 10 ديسمبر/كانون الأول، وسيكون افتتاح السكة الحديدية مع الجانب العراقي من أولويات إيران في المستقبل القريب".


باكستان وأفغانستان


ويوضح التقرير، "رغم أن الحدود المشتركة بين إيران وباكستان تبلغ 909 كيلومترات، كان بينهما معبر رسمي واحد فقط (ميرجاوه-تفتان)، ومع افتتاح معبر "ريمدان-كبدر(gabd)" الحالي وإنشاء الأسواق الحدودية الجديدة خلال هذا العام، سيتم تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين". 


ولفت إلى أن "المحللين يتوقعون ارتفاع نسبة المبادلات التجارية بينهما من 1.5 مليار دولار حاليا إلى 5 مليارات في سنوات القادمة".


وأكمل، "أما السكة الحديدية خواف-هرات التي تربط إيران بأفغانستان، فستساعد الأخيرة في توسيع نطاق التبادل الإقليمي والدولي ووصوله إلى أوروبا عبر السكك الحديدية بين إيران وتركيا".


ولفت إلى أنه "سيساعدها أيضا في الخروج من عزلتها كونها محصورة بالبَر، وأن تشق طريقها إلى منافذ بحرية شمال وجنوب إيران (بحر قزوين وبحر عمان) لتصدير منتوجاتها المعدنية، على اعتبارها من أغنى البلاد في المعادن حول العالم".


وتابع أن "طول سكة حديد خواف-هرات التي يربط شرق إيران بغرب أفغانستان يبلغ 222 كيلومترا، وتم إنشاء 139 كيلومترا منها على يد مهندسين إيرانيين وبتكلفة 75 مليونا تقريبا، وبإمكان الخط نقل 6 ملايين طن من البضائع ومليون مسافر خلال سنة".


ونقل عن وزير الطرق الإيراني محمد إسلامي، تصريحات بمناسبة افتتاح خط ’’خواف-هرات’’ أبدى فيها "استعداد الشركات الإيرانية لاستكمال مشاريع سكك حديد في أفغانستان وإيصال محطة هرات إلى مزار شريف (من غرب إلى شمال أفغانستان) والتي تصل أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان ومن ثم الصين، لإحياء سكة حديد الحرير (طريق الحرير)".


العراق وسوريا


وأضاف إسلامي، "نأمل أن ينجح التنسيق الأخير بين الخارجية الإيرانية مع الحكومة العراقية للبدء بالعملية التنفيذية لخط سكة حديد شلمجة-البصرة حتى يتمكن العراق من إرسال بضائعه إلى آسيا الوسطى وشمال بحر قزوين عبر هذا الخط، وفعليا قمنا بنقل أول شحنة تصدير بالقطار إلى شلمجة الشهر الماضي".


واشار الموقع، إلى أن "طول سكة حديد شلمجة-البصرة يبلغ 35 كيلومترا، ويربط مدينة البصرة الواقعة جنوب شرق العراق بمدينة خورمشهر الإيرانية (جنوب غرب) ويمهد الطريق لوصول إيران إلى البحر المتوسط عبر السكك الحديدية بين العراق وسوريا، وكذلك دول الجوار مثل الأردن والكويت".


ويقول مصطفى موسوي نائب رئيس لجنة تنمية الصادرات بغرفة تجارة إيران ونائب رئيس غرفة تجارة خورمشهر، أن "سكة حديد شلمجة-البصرة ستكون بوابة جديدة لصادرات إيران، وستساهم في توسيع صادراتها إلى الدول الأفريقية والأوروبية وتقلل تكاليف التصدير".


وأضاف في حديثه للجزيرة نت، "تم تجهيز خط شلمجة في الجانب الإيراني، أما في الجانب العراقي الممتد من البصرة إلى حدود إيران بطول 17 كيلومترا، فلم يتم بناؤه بعد ونأمل أن يتم افتتاح كامل الخط خلال سنة أو السنتين القادمتين".


وأشار موسوي إلى أن "خدمات السكك الحديدية منافسة عالمية، ورغم محاولة تركيا الوصول إلى الصين عبر أذربيجان وبحر قزوين، فإن طريق الترانزيت عبر إيران إلى الصين أكثر توفيرا، من حيث امتداد الخط (بدون وجود أي بحيرة بالطريق) مما يؤدي لاختصار الوقت".


وقال أيضا "ستتمكن الدول العربية من الوصول إلى الصين عبر إيران، ونأمل أن تتم الموافقة على مشروع مجموعة العمل المالي لمحاربة غسل أموال وتمويل الإرهاب (fatf) في إيران، وتخفيف العقوبات، حتى نتمكن من التعامل مع جيراننا في إنشاء مثل هذه الخطوط بسهولة أكبر".


تأثير العقوبات


ونقل موقع الجزيرة نت، عن الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي الدكتور محمد خوش جهره، قوله إن "الحكومة الإيرانية تسعى لإنشاء أسواق متعددة، وتوسيع الطرق التجارية بين جيرانها للحد من تأثير العقوبات على اقتصادها".


وأضاف، "لا يمكن لأي دولة أن يكون لها شأن في عالم الاقتصاد حتى لو تمتعت بقوة وقدرة اقتصادية عالية، طالما ليس لديها طرق تصدير مناسبة".


واختتمت الجزيرة تقريرها بالإشارة إلى أن "طرق السكك الحديدية والبحرية، تُعد من أنسب الوسائل لتصدير البضائع، ويمكن أن تكون إيران جسرًا جيدًا للنقل بين البلدان، أو أن تستخدم دولًا أخرى كجسر لنقل بضائعها" مضيفة أنه "في الوقت الحالي تمتلك إيران 6 خطوط سكك حديدية دولية مع تركمانستان وتركيا وأذربيجان (نخجوان) وباكستان وأفغانستان، وسيصل عدد الخطوط إلى 8 بعد مشروع ربط العراق وأذربيجان (أستارا)".


كل ذلك، يأتي في ظل رفض شعبي ورسمي لأي ربط سككي مع ايران او الكويت، استنادا الى فرضية تأثير ذلك على جدوى بناء ميناء الفاو الذي تم اتعاقد مؤخرا مع شركة دايو الكورية الجنوبية على إنشائه.