الركود "قادم لا محالة".. بنوك عالمية تختلف في تقدير حدة "الأزمة"

متابعة - IQ  

قد يكون الركود المرتقب هذا العام، "السيناريو" الأكثر توقعاً على الإطلاق، باعتباره الثمن الواجب تسديده لكبح جماح التضخم، لكن ذلك لا يخفف من ضرره.

تتفق غالبية بنوك "وول ستريت" وأوروبا على أن الركود قادم لا محالة، لكنها تختلف حول مدى عمقه وحدّته.

يرى بنك "باركليز" أن الاقتصاد العالمي سيشهد أسوأ هبوط منذ أربعة عقود، بينما يستبعد "فيديليتي" نظرية "الهبوط السلس" (Soft Landing) متوقعاً هبوطاً حادّاً عالمياً، لاسيما إذا استمرّ "الدولار القوي"؛ في حين يشير "بلاك روك" إلى "نظام جديد" بدأ يتشكّل، يتسم بمزيد من التقلبات في الاقتصادات والأسواق.


موقع "اقتصاد الشرق مع بلومبرغ" رصد سيناريوهات البنوك ومؤسسات الاستثمار العالمية الكبرى حول احتمالية حدوث ركود اقتصادي، من خلال تقارير آفاق الأسواق التي أصدرتها تباعاً مع حلول العام الجديد، بالإضافة إلى ملخصات "بلومبرغ" لرؤية عمالقة "وول ستريت" حول الجوانب الاقتصادية والاستثمارية المختلفة لعام 2023.

- أموندي أسيت مانجمنت (Amundi Asset Management): ارتفاع تكلفة المعيشة سيجر أوروبا إلى الركود هذا الشتاء، قبل التعافي البطيء، لكن هذا لا يعني أن التضخم سينحسر. في الولايات المتحدة، أدى رفع الاحتياطي الفيدرالي للفائدة بوتيرة عالية لزيادة مخاطر الركود في النصف الثاني من العام، بينما فشل مرة أخرى بخفض التضخم، والذي سيبقى "معانداً" خلال معظم عام 2023، بينما ستواصل البنوك المركزية سياسة "كل ما يتطلبه الأمر" لتجنب أزمة على غرار أزمة 1970.

- أكسا إنفستمنت مانجرز (AXA Investment Managers): يبدو أن الركود هو الثمن الذي يجب دفعه لإعادة السيطرة على التضخم بعد بلوغه الذروة أواخر 2022. وبينما نتوقع أن يبدأ الاقتصاد العالمي بالتحسن بمنتصف العام الحالي، فإننا نحذر من الحماس المفرط.

- بنك أوف أميركا (Bank of America): مع قدوم العام الجديد، ما تزال هناك صدمة واحدة متوقعة؛ ألا وهي الركود. يُتوقّع أن تشهد الولايات المتحدة ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة ركوداً العام المقبل، وأن تستمر باقي اقتصادات العالم، باستثناء الصين، بتحقيق أداء ضعيف.

- باركليز (Barclays): يُفترض أن تؤثر الزيادات الكبيرة بأسعار الفائدة العام الماضي على الاقتصاد العالمي في 2023، حيث نتوقع أن تنزلق الاقتصادات المتقدمة إلى الركود.. يبدو أن الاقتصاد العالمي على وشك دخول مرحلة الركود التضخمي.

- بي سي إيه ريسيرتش (BCA Research): سيتباطأ النمو خلال الربع الأخير من العام الحالي، ويُحتمل حدوث ركود معتدل في 2024. ولا نستبعد ركوداً اقتصادياً في الولايات المتحدة خلال الـ24 شهراً المقبلة، لكن نرجّح أن يكون معتدلاً للغاية، بما يحاكي "الهبوط السلس" في عالم الطيران.

- بلاك روك (BalckRock): بدأ "نظام جديد" التشكُّل، ويتسم بمزيد من التقلبات بالاقتصادات والأسواق. والسمة الرئيسية لهذا النظام أنه يقوم بشكلٍ شبه كامل على العرض، وينطوي على المقايضة عبر تقديم تضحيات في نواحٍ معينة للحصول على مكاسب في نواحٍ أخرى. وهذا الأمر ينطبق على البنوك المركزية التي تتجه للإفراط في تشديد السياسة النقدية سعياً لكبح جماح التضخم، ما يجعل الركود أكثر من متوقع.

- بي إن بي باريبا (BNP Paribas): نتوقع حدوث تباطؤ بنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2023، مدفوعاً بالركود في كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، مع نمو أقل من المستهدف في الصين والعديد من الأسواق الناشئة.

- بي إن واي ميلون إنفستمنت مانجمنت (BNY Mellon Investment Management): مع بلوغ أوروبا والمملكة المتحدة مشارف الركود، وتباطؤ اقتصاد الصين بشكل حاد، وإصرار الولايات المتحدة على إعادة التضخم إلى المعدل المستهدف، فإن "الركود العالمي" هو السيناريو الوحيد المرجّح لدينا؛ بنسبة 60%. رغم ذلك، يُتوقّع أن ترتفع أسعار الفائدة أكثر، ما يعزز مخاطر وقوع ركود حاد، بما يتناقض مع رواية "الهبوط السلس".

- برانديوين غلوبال إنفستمنت مانجمنت (Brandywine Global Investment Management): بناءً على المؤشرات الرئيسية، فإن الاقتصاد الأميركي خلال النصف الأول من 2023 قد يشهد الفترة الأكثر هشاشةً منذ الأزمة المالية العالمية. مع ذلك، هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تخفف حدّة الركود، كالانخفاض الأخير بأسعار الطاقة، والانتعاش بقطاع السيارات، وإمكانية حصول انخفاض سريع بالتضخم. أما خارج الولايات المتحدة، فيمر الاقتصاد العالمي بالركود بالفعل، بسبب تأثيرات الدولار القوي وضعف اقتصاد الصين.

- كارمينياك (Carmignac): سيكون 2023 عام ركود عالمي. نتوقع أن يدخل الاقتصاد الأميركي مرحلة الركود في وقت لاحق من هذا العام، ولكن مع انخفاض النشاط بشكلٍ أكبر بكثير ولوقتٍ أطول ممّا كان متوقعاً. أمّا في أوروبا، فستؤدي تكاليف الطاقة المرتفعة لحدوث ركود خلال الربعين الأول والثاني من العام، يليهما انتعاش اقتصادي "باهت"، بسبب إحجام الشركات عن التوظيف والاستثمار.

- سيتي (Citi): مخاوف دورة الأعمال الأميركية بشأن التضخم وخطوات "الاحتياطي الفيدرالي" بدأت تتلاشى، لكن المخاوف من الركود، التي نتوقع أن تصبح محرك الأسواق (صعوداً أم هبوطاً) في 2023، لم تتضح بعد. وتقديراتنا أن "الفيدرالي" سيستمر برفع الفائدة، وإن بوتيرة أبطأ، بحيث نصل إلى ذروة أسعار الفائدة خلال أشهر قليلة، بدل أن نكون قد بلغناها بالفعل.

بلومبيرغ الشرق