كفى أكاذيب ضد شينجيانغ

شنت القوى المناهضة للصين في أمريكا والدول الغربية في الفترة الأخيرة الهجمات بلا مبرر ضد سياسة الصين بشأن إدارة شينجيانغ بحجة القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان في شينجيانغ، وعلى أساس الأكاذيب والمعلومات المزيفة، وفرضت العقوبات الأحادية الجانب على أشخاص وكيانات في شنيجيانغ، وحاولتتوجيه للصين التهمة المزيفة " الإبادة الجماعية". لفقت هذه الدول مؤخرا الأكاذيب، وادعت بوجود ما يسمى ب"العمل القسري" في قطاع القطن في شنيجيانغ، وحرضت المجتمع الدولي على مقاطعة قطن شينجيانغ. إن الاتهامات والتصرفات المذكورة أعلاه تبعد كل البعد عن الحقائق، وتخالف المبادئ الأساسية للقانون الدولي والعلاقات الدولية، وتعد تدخلا خطيرا في شؤون الصين الداخلية، فيعارض الجانب الصيني ذلك بشكل قاطع.

إن الحقائق أبلغ من الكلام.  يشهد العالم التقدمات الكبيرةالمحققة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان في شينجيانغ: اقتصاديا، ازداد الناتج المحلي الإجمالي في شينجيانغمن 919.59 مليار يوان إلى 1359.71 مليار يوان في الفترة ما بين عامي 2019 و2014 بمعدل النمو السنوي 7.2%. سياسيا، يشغل أكثر من 1000 رجل ديني من مختلف القوميات مناصب النواب والأعضاء في مجالس النواب ومؤتمرات الاستشاري السياسي على كافة المستويات في شينجيانغ لأداء المهام مثل المشاركة في المناقشة وإدارة شؤون البلاد والرقابة الديمقراطية. معيشيا، حققت الصين في 2021م هدف التخلص من الفقر في الموعد المحدد، وتم تسوية قضية الفقر المطلق التي استمرت لألف سنة في شنيجيانغ بشكل تاريخي. ارتفع متوسط العمر في شينجيانغ من 30 سنة في 1949م في بداية تأسيس الصين الجديدة إلى 72 سنة، وازداد عدد سكان قومية ويغور في شنيجيانغ من 5 ملايين و550 ألف نسمة ونيف في 1961م إلى أكثر من 12 مليون نسمة، حيث يكون معدل النمو السكاني لقومية ويغور أعلى من معدل النمو السكان في شينجيانغ وأعلى أيضا من معدل النمو السكان للأقليات القومية الأخرى. دينيا، يمارس المسلمون من كافة القوميات في شنيجيانغ الشعائر الدينية حسب نيتهم الكاملة في المساجد أو المنازل. كما أنشأت شينجيانغ لجنة الإرشاد الإسلامية لتنظيم ترجمة ونشر الكتب الإسلامية مثل القرآن الكريم باللغات المختلفة بما فيها اللغة الويغورية.
لا توجد في العالم حكومة تهتم أكثر من الحكومة الصينية بأمن وأمان ورفاهية سكان شنيجيانغ. أتذكر أن رئيس دولة غربية ما كان يقول " إذا عاش أكثر من مليار صيني حياة يعيشها أمريكي، سيؤدي إلى مأساة البشرية. إن هذا الكلام يكشف بصورة كافية المعايير المزدوجة بشأن حقوق الإنسان ومنطق الطغيان المتجذر في نفوس النخب السياسيين الغربيين. هل من المنطقي أن يستحق الغربيون حياة سعيدة وغنية، بينما لا تستحق الدول النامية بما فيها الصين ذلك؟

بهذه المناسبة، أود أن أشير بشكل خاص إلى أن نسبة الحصاد الأوتوماتيكي للقطن في شينجيانغ تصل إلى 69.83%حسب الإحصائيات الصادرة عن القطاع الزراعي في شينجيانغفي 2020م، فلا يوجد على الإطلاق أسس وظروف لما يسمى بالعمل القسري في قطاع القطن في شينجيانغ. تبذل القوى المناهضة للصين في الدول الغربية قصارى جهودها لتشويش صورة قطن شينجيانغ، وهدفهم الأساسي هو ضربة قطاع النسيج القطني باعتباره قطاعا جوهريا في شينجيانغ، ثم تخريب التضامن بين القوميات المختلفة والتنمية الاقتصادية في شنيجيانغ، وصولا إلى عرقلة نهضة الصين. من المؤسف أن القوى المناهضة للصين في الدول الغربية تعتبر دائما أنفسهم المعلمين لحقوق الإنسان، بينما تقفد الذاكرة جمعاء حول سجل حقوق الإنسان لأنفسهم. إذا قرأنا تاريخهم، سنجد أن جميعهم دون استثناء نهضوا خلال بيع العبيد الزنوج وذبح السكان الأصليين والاستعمار والنهب، وأن أيديهم تلطخت بدماء المسلمين في العراق. في الوقت الراهن، تعملهذه الدول على تعبئة أنفسهم لتصبح مدافعة لمصالح المسلمين فما يخص القضايا المتعلقة بشينجيانغ، سعيا وراء صرف النظر عن مشاكلهم وزرع بذور الشقاق في علاقات الصداقة بين الصين والدول العربية والإسلامية الغفيرة. نعتقد أن مثل هذه الحيل جمالتي تهدف إلى ذر الرماد في العيون من خلال الخداع تثير الضحك والسخرية.

إن القضايا المتعلقة بشينجيانغ ليست على الإطلاق قضايا قومية أو دينية أو تخص حقوق الإنسان، بل قضايا مكافحة الإرهاب والعنف والانفصالية. كانت شينجيانغ تعاني تاريخيا من ويلات القوى الانفصالية القومية والقوى الدنية المتطرفة بالإضافة إلى قوى الإرهاب والعنف. في الفترة ما بين عامي 2016و 1990، حدثت آلاف حوادث الإرهاب والعنف، الأمر الذي أدى إلى إصابة ومقتل الكثير من المدنيين الأبرياء، وألحق أضرارا جسيما بسكان شنيجيانغمن مختلف القوميات. تتآمر قوى الإرهاب والعنف، وعلى رأسها حركة تركستان الشرقية الإسلامية مع داعش، وتمد مخلب الشر إلى آسيا الوسطى وأفغانستان وسوريا، حتى إلى العراق، مما يهدد بشكل خطير أمن واستقرار المنطقة.
من أجل استئصال الإرهاب وتقويض البيئة المغذية للإرهاب، تكافح الحكومة الصينية نشاطات الإرهاب والعنف بصرامة ووفقا للقانون، وتنفذ خطة العمل لمنع التطرف العنيف للأمم المتحدة بنشاط، وأنشأت مراكز التدريب والتعليم المهني. تضمن حقوق المتدربين الأساسية بصورة كافية، وتتاح لهم فرصة لتعلم اللغة الوطنية الدارجة والعلوم القانونية والمهارات المهنية، فإن هذه المراكز مختلفة كل الاختلاف عما تصفها وسائل الإعلام الغربية كالمعسكرات. لغاية أكتوبر 2019، تخرج جميع المتدربون في المراكز، ولم يعد أي مركز موجودا في شينجيانغ منذ ذلك الوقت.بفضل الجهود المضنية، حققت إجراءات مكافحة الإرهاب ونزع التطرف نتائج إيجابية، ولم تحدث أي قضية الإرهاب والعنف منذ السنوات الأربعة والنيف، فتثبت هذه التجارب أن سياسة الصين حول إدارة شنيجيانغ صحيحة مائة بالمائة، وتتلقى دعما خالصا من قبل سكان شينجيانغ، فضلا عن فهما واعترافا من قبل المجتمع الدولي.

يعاني كل من الصين والعراق من ويلات الإرهاب، فنثق بأن الجانب العراقي يفهم تماما طبيعة الإرهاب. ظل الجانب الصيني يرى أن قوى الإرهاب المتطرفة عدوا مشتركا للبشرية جمعاء،وضرورة عدم اتخاذ المعايير المزدوجة لتقييم جهود دول العالم في مكافحة الإرهاب ومنع التطرف، وناهيك عن تشويش جهودها عمدا مخالفة العدالة الدولية وضمير الإنسان. ستعمل الصين على صيانة سيادتها ومصالح أمنها وتنميتها بحزم، والحفاظ على المصلحة العامة المتمثلة في الازدهار والاستقرار في شينجيانغ. وفي الوقت نفسه، سندعم بثبات جهود المجتمع الدولي بما فيه العراق في مكافحة الإرهاب، بما يعلب دورا مطلوبا في تعزيز أمن المنطقة وسلام واستقرار العالم.
 

السفير الصيني لدى العراق تشانغ تاو