الرئيسية / عراقي يتوجه للحج من بريطانيا إلى مكة سيراً على الأقدام

عراقي يتوجه للحج من بريطانيا إلى مكة سيراً على الأقدام

بغداد - IQ  


نشر موقع الجزيرة نت، تقريراً عن مواطن عراقي يعيش في بريطانيا، وقرر قبل أشهر الانطلاق في رحلة حج طويلة من بريطانيا إلى مكة المكرمة في السعودية، شرط أن يقطع مسافة تلك الرحلة سيراً على الأقدام.


أدناه نص التقرير كما ورد في موقع الجزيرة نت:


خلال توقفه في إسطنبول التركية، التقت الجزيرة نت بالرحالة العراقي آدم محمد (52 عاما) الذي انطلق من بريطانيا قبل أكثر من 6 أشهر، سيرا على الأقدام، قاصدا مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، التي يتوقع الوصول إليها في تموز القادم.


ويواصل آدم السير وأمامه عربة ذات 3 عجلات يستخدمها لنقل أغراضه التي يحتاج إليها في الرحلة التي انطلق فيها مطلع آب الماضي.


نداء داخلي

وعن اتخاذه قرار الذهاب سيرا على الأقدام إلى مكة المكرمة، يقول آدم إنه "بعد فرض حظر التجول بسبب جائحة كورونا، شغلت نفسي بقراءة القرآن وفهمه، وبعد سنة ونصف من الدراسة العميقة في القرآن استيقظت في يوم ما من النوم ووجدت في صدري شيئا في داخلي يقول لي اذهب سيرا على الأقدام إلى مكة".


ويضيف للجزيرة نت، خلال وجوده في إسطنبول التركية، أنه في بداية ذلك الشعور كان يرى أن الفكرة جنونية وكان يريد أن يتجاهل هذا الشعور، لكن الأمر كان يراوده "مثل البركان في صدره" -حسب وصفه- فقرر صنع عربة سهلة الدفع مزودة بخلية شمسية بحجم صغير ليصطحبها في رحلته الطويلة يضع عليها ما يحتاج إليه من أغراض، واستعان لإنجاز هذه العربة بورشة في بريطانيا، مشيرا إلى أن الورشة عند إنجاز العربة رفضت تقاضي أي مبالغ منه بعدما علموا أنه ينوي الذهاب بها في رحلة طويلة إلى الحج.


وعن طريق رحلته يؤكد آدم أنه لم يتعرض لمضايقات سوى توقيف الشرطة له في دول عدة للاستفسار بعد استغرابهم وضعه، مشيرا إلى أن كثيرا من الناس ساعدوه في طريق رحلته لكنه لم يطلب المساعدة من أحد، ويؤكد أن ما يقوم به هو لوجه الله وليس من أجل تسجيل الأرقام القياسية.


ويعتزم آدم الذي وصل أخيرا إلى تركيا الدخول إلى سوريا، ومنها إلى الأردن، ثم إلى المدينة المنورة في السعودية ليبقى فيها بانتظار موسم الحج، ثم يسير مجددا قاصدا مكة المكرمة.


ويتابع حديثه "بعد انتهاء الحج سأرجع العربة معي إلى بريطانيا لأنها صارت جزءا مني ولا أستطيع التخلي عنها"، لافتا إلى أنه ليس لديه تنسيق مع سلطات الحج في السعودية للسماح له بأداء المناسك، لكن توجد محاولات من قبل بعض أصدقائه لاستحصال فيزا للدخول.


مغادرة العراق

وعن سبب مغادرته السليمانية في كردستان العراق قبل نحو 30 عاما، يؤكد أنه واجه مضايقات سياسية وتعرض للسجن والتعذيب خاصة أنه كان يخدم في الجيش العراقي التابع للنظام السابق، وتعرض للأسر عام 1991 قبل أن يطلق سراحه في عملية تبادل أسرى.


وأضاف أنه في مواجهة كل تلك الضغوط هرب إلى تركيا ومنها إلى بريطانيا، مشيرا إلى أنه زار العراق آخر مرة عام 2013.


يحب المغامرة

تقول ابنته داليا إن والدها شخص مُجد في عمله، فقد كان يحرص على توفير جميع حاجات أسرته، وإنه شخص منفتح وصادق، يعامل الجميع باحترام ويكره الغيبة.


وتضيف للجزيرة نت "والدي كان دائما شخصا مغامرا، نحن نملك بيتا متنقلا (مقطورة) منذ عام 2010، واعتدنا دائما السفر به إلى دول عديدة، في كل عطلة صيف كنا نشد الرحال دون وجهة محددة لأنه شخص لا يحب البقاء في مكان واحد مدة طويلة".


وتشير إلى أن والدها كان دائما يتطلع إلى اكتشاف أماكن جديدة حتى في عطل نهاية الأسبوع، التي كانوا يزورون فيها مناطق مختلفة في المملكة المتحدة، مبدية سعادتها كون والدها قد يكون أول شخص سيسافر مشيا على الأقدام من بريطانيا إلى مكة المكرمة.


وتصف داليا ما قام بها والدها بأنه أمر رائع لأنه من الصعب جدا السفر على الأقدام مسافة آلاف الكيلومترات للوصول إلى مكة، معتبرة أن وقت الرحلة مناسب جدا، ففي هذه الفترة التي يمر فيها العالم بظروف سلبية من الجميل رؤية شيء إيجابي، ومن الجميل رؤية الناس يتعاونون بينهم، يشاركون الحب نفسه نحو دينهم، ويظهرون أن روح الإنسانية لا تزال موجودة.


وتقول إنها تتواصل معه يوميا في كل مرة يأخذ فيها قسطا من الراحة، مؤكدة أنها ليست قلقة بشأن الرحلة لأنه كان قرارا قد اختاره بنفسه، وما دام سعيدا فإنها سعيدة أيضا.


لله في خلقه شؤون

ويصف غسان يحيى دحلة صديقه آدم بالقول "ألخّص قصته بأنه شخص يمشي على الأرض ولكنه لا يسكنها، بيننا نحسه ونلمسه ولكنه روح لا ينتمي إلينا، هو من أوسط الناس وعامتها، حاد الطبع والطبيعة يحب بقوه ويغضب بقوة".


ويضيف دحلة -للجزيرة نت- أنه تعلم من آدم أن "لله في خلقه شؤون يضع سره كيفما يشاء وفي من يشاء، ليس من الواجب على أحد أن يكون عالما أو مثقفا حتى يفهم الطريق إلى الله أو سر الوجود، فليكن كما يكون سيهدي الله به الناس".


وبخصوص رحلة آدم سيرا على الأقدام، يقول دحلة إن "الله يطوي له الأرض طيا، كلما توقعنا أنه ربما سيواجه صعوبات في هذا البلد أو تلك المنطقة، تهلّ عليه الناس بالمساعدة والدعم من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء".



7-02-2022, 10:57
المصدر: https://www.iqiraq.news/society/34252--.html
العودة للخلف