تبدأ طقوس التجمع حول "جاون" المدكوكة في الأنبار بمناطقها المختلفة مع بدء فصل الشتاء والذي يعد من العادات المتفق على تمريرها جيلا بعد جيل في المحافظة.
ما المدكوكة؟
تفصل رنيم علي (22) عاما، والتي تقطن العاصمة بغداد مع عائلة زوجها، أن تقصد مسقط رأسها في قضاء هيت في الانبار، ويقع إلى الشمال من مدينة الرمادي بمسافة 70 كم، مع بداية كل شتاء حيث تتجمع العائلة بكل فروعها على أداة الجاون والخاصة بصنع حلوى المدكوكة الشعبية والشهيرة في الأنبار.
رنيم علي تحدثت لـموقع IQNEWS قائلة إن "مدكوكة هيت تصنع بالدهن الحر، وإن جربها احدهم فسيأتي اليها في كل شتاء".
وتصف أيضا كيفية صنعها بالقول "المدكوكة هي أكلة شعبية قديمة منتشرة في المحافظة وبخاصة في المناطق الغربية منها، وتصنع من التمر الزهدي اليابس مع بذوره على أن يوضع فوقه السمسم المحمص بالتدريج مع الدهن الحر خلال دقه باداة تدعى "الجاون" وهو وعاء خشبي مصنوع من شجر التوت، وتبدأ عملية الدق بـ"المهباش" على مادتي التمر والسمسم حتى يتحول إلى عجينة تخرج سائل مما يعني أنها قريبة الاستواء لتكور بعدها على شكل كرات صغيرة تلطخ بعين الجمل او السمسم او جوز الهند المبروش كل حسب ذوقه".
تكمل القصة ام علي (50) عاما من الحبانية في الانبار قائلة "المدگوگه لا يمكن ان تصنع الا بواسطة رجال العائلة، إذ إن الجاون ثقيل نوعا ما ولا يمكن للنساء استخدامه فيما يتعاون اكثر من رجل على الجاون لدق التمر ببذوره حتى يطحن تماما".
تجمعات "الشتاء"
أما الصحفي هلال بدر وهو من اهالي حديثة فقال لـiqnews إن "ليالي الانبار لايمكن ان تحلو إلا مع وقع ضربات مايعرف بـ"الجاون"، ولا تحلو مجالسها بالحضور إلا حين تقدم لهم "المدكوكة" التي تصنع بطريقة مميزة عن ماتصنع في مدن اخرى حيث تبدأ طقوسها مع بدء فصل الشتاء ويفضل عملها يدويا واحلى ما يمكن ان يحدث هو سهرة شتوية فيما يضيف طعم التجمع على الاكلة اهتماما أكبر مما تعنيه الحلوى التراثية بالأصل".
كما يؤكد أنه "لا يمكن صنع المدكوكة بالمكائن الكهربائية حيث تفقد نكهتها الاصلية لذا فنحن نتجمع في اكثر من مرة خلال الفصل لتبادل الاخبار والاحاديث وصنع المدكوكة التي يرافقها احيانا اغاني تراثية خاصة بالمنطقة".
محافظات أخرى
رنا الطائي (36) عاما، تمتلك متجرا صغيرا لصنع الحلويات، ترى أن المدكوكة موجودة في كل المحافظات العراقية الا ان طريقة صنعها تختلف من مكان لمكان حيث تصنع في بغداد مثلا في المناسبات او شهر الصوم فقط فيما تصنع في النجف مثلا بدون بذور وفي البصرة تصنع بانواع مختلفة من التمر مثل البرحي وبدون بذور ومن دون الدهن الحر أيضا.
