الرئيسية / هل يدفع جفاف العراق مفترسات البراري إلى الهجوم على القرى وسكانها؟

هل يدفع جفاف العراق مفترسات البراري إلى الهجوم على القرى وسكانها؟

بغداد - IQ  

ما إن ضجت منصات التواصل الاجتماعي بخبر هجوم قطعان قيل إنها لذئاب مفترسة على قرية في ذي قار، حتى تعددت وجهات النظر التي تفسر دوافع هذا الهجوم النادر من قبل المفترسات البرية على المناطق الحضرية والتجمعات البشرية، وفيما عزا بعضهم الأمر إلى تغيرات المناخ وتأثير الجفاف على وفرة الطعام، ومعها فإن هجمات من هذا النوع "غير مستبعدة" مستقبلا، رجح غيرهم أن الهجوم بالأصل ليس لذئاب برية.


وإثر هجومين قيل إنهما لقطعان ذئاب، بدأ أهالي قرية "البو جمعة" التابعة الى ناحية اور في محافظة ذي قار، بتنظيم بدوريات مراقبة، إذ إن الهجوم الأول خلف 13 إصابة، قال المدير العام لدائرة صحة ذي قار جعفر ناصر العبودي في تصريح لموقع IQ NEWS، إن اثنين منهم بحالة حرجة.


وتعرضت القرية ذاتها إلى هجمة أخرى، بعد اقل من 48 ساعة إلا أن أهالي القرية تصدوا لها وقتلوا إحدى الحيوانات المفترسة، فيما لاذت القطعات بالفرار.


لكن شيخ عشائر السهلان الشيخ عدنان السهلاني الذي صرح لموقع IQ NEWS، ينبه على خطورة الإصابات ويرفض التخفيف من وقعها قائلا: "الإصابات تنوعت بين جروح بليغة في أرجل عدد من الأطفال وقطع حنجرة رجل بالغ واحد أثداء امرأة".


قرية منكوبة


الشيخ عدنان يقول أيضا: "نعيش في قرية تبعد نحو 12 كيلومترا عن مركز المحافظة، ونعاني من إهمال حكومي شديد وصل الى قطع المياه عن القرية وتحويل مجرى مياهنا إلى محافظة البصرة، الأمر الذي أدى الى جفاف اراضينا ومعاناة نحو 30 ألف شخص، وهم عدد سكان القرية من الأمراض والاوبئة بسبب اضطرار البعض الى كسر انبوب المياه الثقيلة واستعمالها في سقي المزروعات والحيوانات مما تسبب بانتشار الكوليرا والأمراض الجلدية بين أبناء القرية إلا أن الأمر متستر عليه حكوميا".


ويضيف قائلا: "القرية يمكن عدها منكوبة وبسبب الجفاف بدأت الذئاب من الاقتراب من المجمعات السكنية ومهاجمتها بشكل عدائي في وضح النهار، إذ حدث الهجوم الأول في الساعة الرابعة عصرا وكأنها تود الانتقام فيما كانت سابقا لا تقترب أبدا الا ماندر لسرقة الخراف مرة واحدة في السنة اما ماحدث مؤخرا فهي الحالة الاولى التي تهاجم فيها الذئاب ابناء القرية".


قلق مستمر 


وتحدثت IQ NEWS لعدد من نساء القرية اللواتي أجمعن على حبس اطفالهن في المنازل بعد الهجمات هذه وانهن في حالة قلق مستمر خوفا من تكرار الحالة، فيما أوضحت نور (33 عاما) من سكنة القرية أن "الذئاب كانت موجودة منذ سنوات طويلة وأن السكان يرونها من بعيد إلا أنها لا تقترب أبدا فيما بدأت نشاطاً ملحوظاً خلال الفترة الماضية، بسبب الجفاف الذي حل بالقرية واضطرار العديد من اهلها الى الهجرة نحو المدينة وبيع مواشيهم والتي كانت هدف الذئاب سابقا".

أما الشيخ عدنان فيؤكد أن "دائرة الصحة خففت من حدة الإصابات للأعلام وان الأهالي اضطروا الى نقل بعض المصابين الى محافظة البصرة بسبب غياب الأدوية الخاصة بتلك الحالات من المستشفيات ونقل البعض الآخر الى مشفى الناصرية"


ويشير إلى أن "قرية البو جمعة لم تكن هي الوحيدة المستهدفة وانما قرية الخميسات أيضا مما دفع أبناء القرى هذه إلى الاستنفار وحمل السلاح في دوريات مستمرة وتحديد كيفية حماية الأطفال أيضا حين تنقلهم في القرية او توجههم الى مقاعد الدراسة التي ستبدأ قريبا".

هجمات أخرى "غير مستبعدة"


الجفاف والتصحر يسبب تغيرات بيئية في المنطقة والأماكن التي تعيش فيها الحيوانات تغادر، مما تضطر إلى مغادرة مكانها الطبيعي نحو أماكن أخرى كما يغير مربي الجاموس مناطقهم إثر الجفاف بحثا عن أماكن صالحة للرعي، يقول وليد الموسوي مدير عام البيئة في المنطقة الجنوبية.


ويضيف الموسوي في تصريح لموقع IQ NEWS، أن "هجمات الحيوانات المفترسة أمر غير مستبعد ومن الممكن نشهد هجمات لحيوانات من أخرى  كالخنازير أو الذئاب أو غيرها، بخثا عن الطعام في غير موضعه الطبيعي إثر التغير البيئي"، مشيرا إلى أن العراق يمكن وصفه بالمتطرف مناخيا إذ إنه من أكثر 5 بلدان تأثرا بأزمة التغيرات المناخية، ولذلك فإن "هجمات الحيوانات المفترسة أمر طبيعي نتيجة واقع حال الوضع البيئي الذي يعيشه العراق".


"كلاب سائبة" أم "ذئاب"


ورغم الأنباء التي انتشرت والصور التي رافقتها لقتل حيوانين مفترسين، في قرية آل بو جمعة، والتي قيل إنها لذئبين، كان للمدير الفني لمنظمة المناخ الاخضر والخبير في الحياة البرية الدكتور عمر الشيخلي، رأي آخر، إذ يقول: "الذئاب تهاجم الرعيان الصغار في المناطق الجبلية أو القطعان في البراري ولكنها لا تدخل إلى المدينة في وضح النهار أبدا والذي أعتقده فعلا أن القطيع كان لكلاب سائبة خاصة وأنها هاجمت مرتين".


وتابع قائلا:"شحة المياه تقلل الفرائس ومن ثم تبحث الذئاب عن فرائس بديلة كالأغنام والمواشي ولكن بكل الاحوال لا تستهدف المجتمعات المحلية وتسجل الاحصائيات دائما وفي كل الدول أعلى نسبة للعض بين الأطفال وسببها الكلاب السائبة كما حدث في انقرة بتركيا حين هاجمت كلاب سائبة سائح إيراني وبما ان الاهالي كانت في حالة فزع ولاترى بشكل واضح وبإعتبارهم ليسوا خبراء فالهجمات كانت لكلاب سائبة وليست لذئاب خاصة وان المعلومات المؤكدة والتحقيقات تشير إلى أن الذائب عادة ما تهرب من التجمعات السكنية ولكن الكلاب السائبة تهاجم كل شئ تقريبا".


12-09-2022, 12:59
المصدر: https://www.iqiraq.news/reports/41987--.html
العودة للخلف