الرئيسية / حصاد السمسم.. موسم المرح والتعاون بين القرويين في دهوك

حصاد السمسم.. موسم المرح والتعاون بين القرويين في دهوك

دهوك -IQ


لموسم حصاد السمسم، نكهة خاصة لدى سكان القرى بالمناطق الجبلية شمالي محافظة دهوك، إذ مازال الاهالي يحصدون السمسم بالأيدي ويتطوعون للتعاون مع بعضهم البعض، وتتخلل أجواء العمل الجماعي المرح والفكاهة والاغاني والرقص، مما تتحول حقول السمسم إلى مهرجانات شعبية. 


ويقول المزارع رفند كوهزي، في حديث لموقع IQ NEWS، "خلال موسم حصاد السمسم يتعاون معظم سكان القرى الواقعة في منطقة العمادية مع بعضهم بعضا، لحين استكمال عملية الحصاد لجميع المزارعين"، مبينا أن "التعاون والتطوع لتقديم المساعدة بين سكان القرى حالة طبيعية، ويلتزم بها أغلب سكان المنطقة".


ويضيف أن "موسم حصاد السمسم لها خصوصية في المنطقة، إذ أن عملية الحصاد مازالت تتم بالطرق التقليدية، بالأيدي فقط، مما يتطلب تعاونا بين القرويين وتستمر لعدة أيام" لافتا إلى أن "أيام حصاد السمسم تتخللها أجواء شبه احتفالية مليئة بالمرح والفكاهة والاغاني والدبكات والحكايات والالعاب الشعبية، فضلا عن تقديم أنواع الاكلات والفواكه، خصوصا خلال فترات الاستراحة". 

ويتابع كوهزي، أن "موسم الحصاد فرصة مهمة لإحياء العادات والتقاليد الاجتماعية والتراثية والفنية، من قبل الاباء والاجداد، وصولا إلى جيل الشباب"، مشيرا إلى أن "الموسم فرصة لتوطيد العلاقات الاجتماعية بين سكان قرى المنطقة، وترسيخ روح التعاون والمحبة بينهم".


ويشير إلى أن "سكان المنطقة يزرعون مساحات واسعة من السمسم سنويا، كون أجواء المنطقة ملائمة لزراعة المحصول، فضلا عن وجود إقبال جيد على شرائه في الاسواق، لتمتعه بجودة عالية، موضحا أن "زراعة محصول السمسم في هذه المنطقة تعود إلى مئات السنين".

والسِّمْسِم من المحاصيل الزيتية، وقد استخدم غذاءً ودهناً منذ القدم، فالزيت الناتج عنه يحتوي على نسبة عالية من البروتينات والأحماض الدهنية والمركبات الفلافونية المضادة للأكسدة، مما يساهم في احتفاظه بخواصه الطبيعية، كما يستخدم زيت السِّمْسِم في الطبخ وما زالت شعوب كثيرة تستخدمه في غذائها، بإضافته إلى أطباقها الشعبية وما زالت كثير من المجتمعات تعتمده في الأغراض الطبية والعلاجية، كما يدخل في صناعة الحلوى والفطائر ويعرف زيت السِّمْسِم بالسيرج أو الشيرج وفي العراق يسمى بالراشي ويؤكل مع التمر ويدخل في اعداد طبق الحمص، كما يستخرج من السِّمْسِم بعد عصره مادة بيضاء أو سمراء اللون تعرف بالطحينة.


ويصنع الراشي في أغلب بلدان ومدن العالم؛ إلا أن من منطقة العمادية في محافظة دهوك بكردستان العراق، ما زالت تحافظ على الطريقة البدائية القديمة المتداولة منذ مئات السنين.


كما تتميز الطريقة القديمة بالحفاظ على طعم الراشي، من خلال طريقة شواء السمسم الطبيعية بواسطة خشب الأشجار المدخن داخل فرن حجري، من ثم يطحن السمسم بواسطة الطاحونة المائية، التي تعمل على جريان مياه العيون الطبيعية، فينتج الراشي الطبيعي من تدون تدخل أي آلة صناعية حديثة.





2-09-2021, 11:23
المصدر: https://www.iqiraq.news/reports/26867--.html
العودة للخلف