يعيش نحو 6 الاف مواطن في أماكن يشكون أنها موجودة على الخارطة، لا خدمات صحية ولا تعليم ولا ماء ولا كهرباء، ما جعل حياتهم قاسية وسط اهمال الحكومات المحلية لمعاناتهم.
"أبو الاطرش وسيد طعيمة والإزابج"، ثلاث قرى تقع بالقرب من قضاء الدواية شرقي الناصرية، تعاني من نقص يوصف بأنه "حاد وكارثي".
يقول حازم حسين العمري وهو من أهالي قرية أبو الأطرش لموقع IQ NEWS، إن "القرى الثلاث تعاني من مشاكل كثيرة منذ سنوات طويلة وكأنها خارج خريطة الناصرية، ربما لم ينتبه لوجودنا أحد، من غير الممكن أننا نعاني ونطالب بتوفير الخدمات طوال السنوات الماضية دون أن يسمعنا أحد".
ويضيف العمري، "في هذه القرى لا يوجد ماء صالح للشرب رغم وجود محطة إسالة تم تشييدها عام 2013 لكنها لم تعمل بسبب عدم وجود مشغل أو حارس، وهذا كلام المسؤولين في قضاء الدواية التي تتبع لها هذه القرى".
خدمات معدومة
يؤكد العمري، إن شبكة الكهرباء الواصلة الى هذه القرى تم انشائها عام 1988 ولم تجرِ لها صيانة منذ ذلك العام، كما أن الرياح إذا كانت عالية يقوم قضاء الدواية بفصل الكهرباء عن المنطقة يومين أو أكثر، كون الأسلاك مترهلة ومنتهية الصلاحية"، مبينا أن "الكهرباء تصل متذبذبة وتنقطع أياما طويلة عند هطول الأمطار".
وفي العام 2006، كما يقول العمري "تم تشييد مدرسة في القرية بجهود الأهالي في المنطقة، لكن المشكلة مع كادر المدرسة حينما تكون هناك أمطار لا أحد يمكنه أن يصل للمنطقة لأنها تكون معزولة عن العالم لأيام، ومديرية التربية أبلغت مدير المدرسة بتعطيل الدوام في حال هطول الأمطار خشية سقوط المدرسة على التلاميذ".
تبعد المنطقة عن القضاء أكثر من 10 كيلو متر، بحسب ما يقول ابو أحمد الأزبجي لموقع IQ NEWS، وهو من أهالي القرية أيضا، مؤكدا على أن "القرية يسكنها أكثر من 15 الف مواطن ولا يوجد فيها مركز صحي".
وأوضح بالقول، "قدمنا تظلمنا عشرات المرات كما ناشدنا وسائل الإعلام للنظر بقضيتنا لا أن نكون مهمشين".
ويضيف الأزبجي، ا، "الدعوة مفتوحة للجميع لزيارة منطقة أبو الاطرش والمناطق التابعة لها من قرى سيد طعيمة وقرية الإزابج للإطلاع على معاناة الاهالي هناك والحرمان الذي لحقها جراء تخبط السادة المسؤولين المعنيين بشؤونها ومن يدخل إليها يمكنها مشاهدة حجم المعاناة".
ويتابع، "لا توجد مدرسة نظامية لأبناء المنطقة ولا يوجد ناظم إروائي للمزارعين ولا توجد شبكة كهرباء وكذلك مركز صحي، وهذه المنطقة تشتهر فيها زراعة التمور والشلب والخضروات والحنطة بكميات جيدة".
حلول متأخرة
"لدينا صورة كاملة عن وضع منطقة أبو الأطرش وما يعانيه الناس هناك"، هكذا يقول قائممقام قضاء الدواية نعيم خميس السعيدي.
ويوضح بالقول، "رغم تسلمي حديثا للمنصب منذ ثمانية أشهر، لكنني زرت المنطقة وتابعنا تفاصيل المشاكل التي يعانون منها ويطالبون بأيجاد حلول ممكنة لهم".
ويؤكد السعيدي في حديثه لموقع IQ NWES، إن "الطريق المؤدي الى القرية تم تعديله قبل فترة بمادة السبيس ولديهم محطة تحلية ماء شغالة لكن المشكلة تكمن في عدم وجود مشغلين في المحطة، حيث تم تخصيص موظفين أثنين لتشغيلها بعد أن تم زيارة إدارة الناحية وفد من منطقة أبو الأطرش".
ويضيف السعيدي، "حتى يمكن تصحيح وضع هذه المنطقة وغيرها من المناطق التي تعاني من شح الخدمات فهي تحتاج الى أموال، ونحن بإنتظار إقرار الموازنة لغرض تأهيل المحطة وكذلك مد أنابيب مياه للمناطق غير المخدومة والمعدمة هناك وأيضا تحسين الشبكة الكهربائية وكل ذلك تم تضمينه في خطة عام 2021".
وتعاني مناطق عديدة في محافظة ذي قار من نقص في الخدمات، حيث يعمد الأهالي بين أونة وأخرى الى قطع الطرق وحرق الاطارات للتعبير عن احتجاجاهم والمطالبة بتوفير الخدمات لهم.