الرئيسية / "مالي سوفي".. أقدم منازل السليمانية يضم مقتنيات لقاسم والغزالي واليهود

"مالي سوفي".. أقدم منازل السليمانية يضم مقتنيات لقاسم والغزالي واليهود

السليمانية - IQ

"كنت ابحث عن موقع فريد من نوعه لحفل خطوبتي، خاصة وان السليمانية غنية بالاماكن الجميلة التي يمكن إقامة هكذا حفل فيها.. فاخترت مالي سوفي"، تقول بناز هه وري وهي تتحدث عن بداية معرفتها بأحد أشهر المنازل الأثرية في المحافظة الشمالية.


وأقامت وري حفل خطوبتها بحضور عدد قليل من أفراد عائلتها وعائلة زوجها وبعض الأصدقاء واستمر لأربع ساعات في البيت الأثري "مالي سوفي" أي بيت صوفي، وهو اسم العائلة الذي كانت تقطنه منذ قرن ونيف.


ويقع هذا المنزل في شارع صغير منزوٍ وتحيطه محال تجارية وسط مدينة السليمانية في منطقة "صابون كران" قرب السوق الكبير وهو معروف على نطاق واسع هناك.

وما أن تسأل عن "مالي سوفي"، أو صوفي بالعربية، حتى يقتادك أحدهم من محله ليؤشر بيده باتجاه المنزل الذي يحمل حائطه القديم لوحة باسمه. 


"صابون كران"


وتحول "مالي سوفي" إلى مقهى ومركز ثقافي ومكان للتجمع وإقامة الحفلات ويتردد عليه المتذوقون للأشياء التراثية ومحبو الأكلات الشعبية الكردية وألعاب الشطرنج والزهر وغيرها.


ويحمل المنزل ذكريات عديدة تنساب من جدرانه التي تعود لأكثر من 150 عاماً.

أحمد صوفي، وهو مالك المنزل، يسكن في أوروبا، لكنه يعود بين حين وآخر لزيارة بيت عائلته، ويعتقد أن العائلة اشترت المنزل منذ أكثر من 150 عاماً بمبلغ 300 دينار فقط.

وقال أحمد لموقع IQ NEWS إن والدته احتفظت بالمنزل بعد وفاة والده كإرث عائلي وامتنعت عن بيعه رغم مرورها بمصاعب اقتصادية. 



"لا يباع"


"كانت امرأة من أعيان المنطقة وتعتز بمنزلها كثيراً، وهي صاحبة رأي وتحاول مساعدة الجميع"، يقول أكرم نعمان عثمان المسؤول عن إدارة منزل صوفي عن آخر مالكة للمنزل الذي تحول بعد وفاتها لمتحف أثري.


ويحتوي المنزل على مقاعد مصفوفة في حديقته وبعض غرفه لتكون تجمعاً للأصدقاء، وهي مفتوحة أمام من يوّد تناول الطعام وسط التحف والأثريات، وكذلك لإقامة حفلات عقد القران على الطرق الكردية التقليدية.



و"مالي سوفي" يعتبر نموذجاً للحياة الكردية، وقد سُلم إلى دائرة الآثار العراقية، وحولت ملكيته إليها في نهاية تسعينيات القرن الماضي للحفاظ عليه وتخليد ذكر مالكته أيضاً، وقد اشترط مالكوه على الدائرة عدم بيعه.


في الداخل، يضم المنزل أغراض وأدوات وملابس وعملات قديمة تعكس شكل الحياة الكردية في الماضي، وقد أعادت دائرة الآثار إعماره ليكون مشابها للحال الذي كان عليه عند تشييده، ولا تزال أبواه مفتوحة للزائرين.



"فضة اليهود وساعة جيب بيراميرد"


وعمد أكرم نعمان عثمان، القائم على إدارة "مالي سوفي" إلى جمع مقتنيات وتحف أثرية من أنحاء مختلفة من العراق ووضعها في المنزل، ويشتري بعضها من حسابه الشخصي.


ويقول، "يجب ان نحتفظ به. إنه يدلك على آثار من حقب زمنية مختلفة، وهذه الاثار تعود لكل مكونات العراق"، مبيناً أن "أكثر من 3 آلاف قطعة أثرية يعود بعضها لشخصيات كردية وعربية معروفة إضافة إلى مقتنيات عوائل يهودية كانت تعيش في العراق، واشتراها بما يعادل الآن 10 ملايين دينار".


في إحدى المرات، سافر إلى الموصل ليجلب قميصاً يعود لرئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم قاسم، ومرة قصد دهوك ليحصل على ساعة جيب وعدة تدخين تعود إلى "شيخ الشعراء" الكرد "بيراميرد"، كما يحتوي المنزل الآن على مقتنيات تعود للمطرب الراحل ناظم الغزالي والفنان المعروف حسن زيرك.


ويقول عثمان، إن أغلى ما اقتناه يساوي حالياً 10 آلاف دولار "لكن القطع الموجودة في المنزل تساوي قيمتها المعنوية ما يعادل وزنها ذهباً، معبراً عن فخره بـ"العمل على خدمة التراث الكردي".
وتضم إحدى غرف المنزل تماثيل ترتدي الزي الكردي التقليدي موضوعة أمامها "خنة بندان"، وهي صينية صغيرة للتبرك يوضع فيها سبعة أنواع من الطعام بيضاء اللون ترمز للنقاء.




14-03-2021, 20:07
المصدر: https://www.iqiraq.news/reports/13951--.html
العودة للخلف