ألقى رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد كلمة في أعمال الدورة الـ(80) للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد فيها أن العراق قد استعاد وضعه الطبيعي في المجتمع الدولي وفي علاقاته مع جيرانه، مشيرًا إلى رئاسته الحالية للقمة العربية ومجموعة الـ77 والصين، إلى جانب دوره الفاعل في المنظمات الإقليمية والدولية.
وأشار الرئيس إلى أن العراق يستعد لإجراء الانتخابات النيابية السادسة خلال أسابيع، في إطار التداول السلمي للسلطة وبناء المؤسسات الدستورية، وهي تجربة وصفها بأنها مضيئة في المنطقة.
وفي الشأن الأمني، أكد أن العراق، بدعم الأصدقاء، تمكن من الانتصار على أخطر تهديد إرهابي شهده العالم، ويواصل العمل على محو آثار الهجمة الإرهابية عبر خطط تنموية ووحدة وطنية، إلى جانب جهوده في إعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة بدعم دولي، خاصة المكونات التي تعرضت للإبادة والتهجير كالإيزيديين والمسيحيين وغيرهم.
وتحدث الرئيس عن سعي العراق نحو تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة من خلال تنويع الاقتصاد وتقليص الاعتماد على النفط، وتوفير فرص استثمارية مهمة في مشاريع المياه والكهرباء والبنى التحتية، داعيًا دول العالم إلى الدخول في شراكات مثمرة مع العراق، والمجتمع الدولي إلى التعاون في استرداد الأموال المهربة.
وأشار إلى نجاح العراق في إجراء أول تعداد سكاني منذ عقود، حيث بلغ عدد السكان أكثر من 46 مليون نسمة، مع زيادة سنوية تبلغ مليون نسمة، مؤكدًا أن هذا يمثل تحديات وفرصًا في آنٍ واحد.
وعن التغيرات المناخية، قال إن العراق من أكثر البلدان تضررًا، حيث يواجه تهديدات وجودية من التصحر وشح المياه والعواصف الترابية، ويعمل على مواجهتها بمشاريع للطاقة المتجددة وتحسين إدارة المياه وتقليص الانبعاثات.
وجدد العراق دعوته إلى التزام الدول بمبدأ "المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة"، خصوصًا بشأن الأنهار العابرة للحدود، داعيًا تركيا وإيران إلى مراعاة حقوق العراق المائية.
وفي الملف الفلسطيني، أدان الرئيس بشدة ما يتعرض له المدنيون الفلسطينيون من قتل وتجويع وتهجير، مطالبًا بتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الأمم المتحدة، ومؤكدًا دعم العراق الكامل لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
كما أدان العراق الهجمات التي يشنها الكيان الصهيوني على دول المنطقة، بما فيها سوريا ولبنان وقطر، واعتبرها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، مجددًا المطالبة بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وضرورة شمول منشآت الكيان الصهيوني بالرقابة الدولية.
وأكد الرئيس العراقي التزام بلاده بدعم استقرار سوريا، ومنع أي اعتداءات على سيادتها، داعيًا إلى احترام التعددية والتعايش السلمي بين مكونات الشعب السوري.
وجدد رفض العراق القاطع لاستخدام أجوائه في العمليات العسكرية بين الأطراف المتصارعة في المنطقة، مطالبًا الجميع باحترام سيادة العراق.
كما رحب بجهود استئناف الحوار بين إيران والمجتمع الدولي، مشددًا على أهمية التوصل إلى تفاهم يضمن حقوق إيران في تطوير برنامج نووي سلمي بما يتوافق مع الالتزامات الدولية.
وأعلن تأييد العراق الكامل لعملية السلام في تركيا ومبادرة حزب العمال الكردستاني بالتخلي عن السلاح، مع التطلع لإطار سياسي وقانوني يسمح بالمشاركة السياسية السلمية.
واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد على موقف العراق الثابت بعد 2003 باحترام حسن الجوار مع دولة الكويت الشقيقة، والعمل الجاد على إنهاء جميع المسائل العالقة معها، والتي تعود إلى النظام السابق، بما يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين.