الرئيسية / عمار الحكيم: لا نسمح ببث الكراهية والفتن وضياع الإنجازات

عمار الحكيم: لا نسمح ببث الكراهية والفتن وضياع الإنجازات

بغداد - IQ  
 أفاد رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، اليوم السبت، بأن هناك من يريد خلط الأوراق ونشر الكراهية والبغضاء والفتن بين مكونات الشعب، مشيراً إلى عدم السماح ببث الكراهية والفتن وضياع الإنجازات.
وقال الحكيم في كلمة له بالمؤتمر 17 لمناهضة العنف ضد المرأة: "فحين يُعاد إحياء الأول من صفر من كل عام في اليوم الإسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة ذكرى دخول سبايا آل الرسول إلى الشام، فإننا لا نستذكر بذلك مأساة الماضي فحسب، بل نجدد العهد لمواجهة مظالم الحاضر أيضاً، تلك المظالم التي تُمارس بصمت تجاه المرأة والمجتمع".
وأضاف: "إن اهتمامنا بالأسرة وعوامل تنشئتها وركائز بنائها والحفاظ عليها.. منطلقة من تعاليم ديننا الحنيف ووصاياه السامية.. فالإسلام أول من أسس لكرامة المرأة وحقوقها في مجتمع جاهلي كان يئد البنت الوليدة.. (وَإِذا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)".
وأكد أن "المرأة التي تمثل الأم والزوجة والأخت والبنت.. هي إحدى تلك الركائز الأساسية في بناء الأسرة والحفاظ عليها.. فمن لا ينصف المرأة في بيته ومؤسسته لا يمكن أن يبني وطناً كريماً وعزيزاً بين الأمم".
وتابع: "لابد من العمل الجاد حكومة ومؤسسات ومنظمات وأفراداً .. ومواصلة الاهتمام والحث على مناقشة ومعالجة كل ما يتعلق بمستقبل الأسرة العراقية وركائزها الأساسية على الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية كافة من حيث القوانين والتشريعات والإجراءات المطلوبة.. فالعنف لا يقاوم بالشعارات، بل بتطوير منظومة المواجهة والمعالجة الفكرية والقانونية".
وأوضح: "ويطيب لنا في هذا اليوم وبهذه المناسبة أن نطلق مبادرةً وطنيةً وإنسانيةً أصيلة وهي مبادرة أسرتي وطني، وهي دعوة لكل امرأةٍ عراقيةٍ، سواء كانت ربةَ بيتٍ أو عاملةً فاعلةً في ميادين الحياة المختلفة، إلى استعادة قوتها الداخلية من خلال الرعاية والاهتمام المضاعف والدعم لعائلتها وأسرتها، عبر تعزيز ثقافة التماسك الأسري، وترسيخ الوعي بأهمية دور المرأة الحيوي في صناعة الأجيال، والحفاظ على الهوية والقيم الوطنية والأخلاقية، واعتبار نجاحها في هذا الدور الأسري هو الأساس الأهم في حياتها".
وأشار إلى أن "هذه المبادرة تسعى إلى تقديم برامج توعوية وتدريبية متخصصة تساعد المرأة العراقية الكريمة على تحقيق التوازن بين واجباتها الأسرية ومسؤولياتها المهنية والاجتماعية، وتوفر لها الدعم النفسي والاجتماعي اللازم، لأداء أدوارها المتعددة بكل كفاءة واقتدار. كما تسعى المبادرة إلى فتح حوارات مجتمعية بنّاءة تعزز الروابط الأسرية وتقوي العلاقات الزوجية، وتؤكد على أهمية دور الأبوين ومكانتهما في بناء الأسرة العراقية المتماسكة، عبر توفير برامج تربوية وإرشادية مستدامة".
ودعا الحكيم "جميع الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الإعلامية والتربوية، إلى دعم هذه المبادرة والتكاتف من أجل نجاحها، فنحن قادرون بتآزرنا على بناء عراقٍ عزيزٍ، نابضٍ بالأمل والمحبة والسلام، يكون دور المرأة العراقية فيه نموذجًا للتوازن والحكمة والاعتزاز في جميع ميادين الحياة".
وبيّن أن "التركيز على اختيار تاريخ الأول من صفر في الدعوة إلى مناهضة العنف ضد المرأة.. هو استحضار للتاريخ الدموي الظالم الذي مُورس بحق نساء آل بيت النبوة من قبل الطغيان اليزيدي .. وقد كان لخطب ومواقف السيدة زينب (عليها السلام) الدور الكبير وكانت وقفتها التاريخية المشهورة هي الركيزة الأساسية في مواجهة الاستبداد وتعريته .. وشاهداً عظيماً على أعنف صور الظلم والقهر والاضطهاد".
وأكد أن "كل ما عانته (سلام اللّٰه عليها) من ويلات ومصائب، كانت تواجهه بإرادة صابرة وواعية.. كانت كلمتها العظيمة حينما ردت على من شمت بها من أرباب الطغيان بقولها: (ما رأيت إلا جميلا).. فكانت وما زالت وستبقى عنواناً للصبر والصمود والتضحية والمسؤولية".
وأشار إلى أن "أشكال العنف والاضطهاد كثيرة ومتنوعة في عصرنا الذي يتميز بتطوره التكنولوجي الكبير وتداخله الثقافي الواسع .. وعلى الرغم من الانفتاح الكبير الذي تشهده البشرية اليوم، إلا أنها تعاني من استفحال لغة الطمع والجشع والتنمر المجتمعي والتحلل الأخلاقي.. والمرأة اليوم من أبرز ضحايا هذه العادات البعيدة عن روح الإنسانية والثوابت الدينية والأخلاقية".
وأضاف: "إن العنف الأخطر الذي تتعرض له المرأة هو أن تُسلب هويتها وتُنزع عنها كرامة التميز الذي جعله اللّٰه جزءاً من كيانها وتكليفها.. إننا إذ نُدين العنف الذي يُمارس ضد المرأة بكل أشكاله، فإننا نُدين أيضاً .. العنف الصامت الذي ينتزع فيه من المرأة عنوانها الحقيقي وكرامتها الطبيعية التي ميّزها اللّٰه بها عن الرجل".
وتابع: "حين تُجبر المرأة أن تكون نسخة مستنسخة من الرجل.. أو تُختزل إلى أداة للعرض أو التسويق.. فإننا نواجه عنفًا أخطر من الأذى الجسدي.. وهو عنفٌ يُقصيها عن ذاتها ويُرغمها على العيش خارج طبيعتها وهويتها".
وشدد على أن "المرأة كيان مكرّم له فرادته وتكامله وقد شاء اللّٰه لها أن تكون موطن الرحمة ومهد الطمأنينة ومصدر البناء.. فإذا حوّلناها إلى مشروع ترف أو أداة صراع أو سلعة قابلة للتداول الثقافي أو الإعلامي، فقد أسأنا إلى المرأة وأضعنا المجتمع معها أيضاً".
وقال: "كرامة المرأة لا تُصان بالشعارات بل بحفظها من الابتذال.. وحمايتها من الاستغلال.. وتمكينها في حدود هويتها لا على حسابها.. إن صون المرأة لا يعني حجبها عن العالم، بل إعادتها إلى مركزه.. ولكن بالارتكاز على هويتها لا على هوية غيرها".
وأضاف: "المرأة العراقية دفعت الثمن الأكبر للصراعات والتجاذبات، فهي من ربت أبناء الشهداء، وواجهت قسوة النزوح، وعانت من هشاشة الخدمات، وتحملت أعباء الغلاء والبطالة والصعوبات.. فإنصاف المرأة يبدأ من المدرسة والتعليم والإدارة والمأسسة والقوانين والتعليمات والإجراءات، لا من المؤتمرات والتجمعات والشعارات فحسب".
وأردف: "حين نرفع اليوم صوتنا ضد العنف الذي تتعرض له المرأة العراقية فإننا لا نقف في موقع التوصيف بل في موقع التغيير، لأن العنف ضد المرأة ليس حادثًا عابرًا بل هو نتاج سياسات غائبة، وقيم مضطربة، وإرادات عاجزة عن إرساء نظام إنساني عادل يُنصف المرأة، ولا يستغلها أو يُقصيها".
وتابع بالقول: "ومن هنا فإننا نُطالب بالآتي:
أولاً/ إيجاد تشريعات تحمي المرأة من العنف الأسري والابتزاز الرقمي والتحرش في بيئة العمل.
ثانياً/ تخصيص موازنات حكومية لدعم المرأة المعنفة والمرأة المهمّشة والمرأة المعيلة.
ثالثاً/ إقامة وتنفيذ برامج ثقافية وتربوية تُعيد للمرأة صورتها المتوازنة كإنسانة مكرّمة.
رابعاً/ إعادة الاعتبار للمرأة في المناطق المحررة والمخيمات والمناطق العشوائية وعدم السماح بأن تُنتهك الحقوق وتتضاعف المعاناة بصمت هناك.
خامساً/ التمثيل الحقيقي في مراكز القرار كحق طبيعي.. ومن هنا، أدعو أخواتي وبناتي العراقيات الكريمات وأبناء الوطن جميعًا، إلى المشاركة الواسعة والفاعلة والواعية في الانتخابات القادمة، باعتبارها الطريق الأوحد والوسيلة الحضارية الصحيحة للتغيير السلمي وتبادل السلطة في بلدنا الحبيب".
وختم قائلاً: "وفي هذه المناسبة الشاخصة .. نُعلن تضامننا مع الأطفال والنساء في غزة والضفة ولبنان واليمن وإيران وسوريا الذين يواجهون أشدّ أنواع العنف في ظل صمت عالمي مطبق، وانحياز أخلاقي معيب أمام الاستهداف الإسرائيلي المستمر على شعوبنا العربية والإسلامية".
وأكد أن "كرامة المرأة قيمة إنسانية لا تتجزأ .. فإذا صمتنا عن الدم في غزة فلا معنى لنداء الرحمة في بغداد.. وإن مسلسل القتل والتدمير والتجويع الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي بحق النساء والأطفال الأبرياء في غزة الصابرة يعد من أبرز مصاديق العنف الذي يجب مناهضته من قبل الأحرار في العالم جميعاً".
وقال: "إننا اليوم أمام تحديات كبيرة ومخاطر جسيمة تتعلق بمستقبل العراق والمنطقة معاً، لاسيما في ظل استمرار منطق التصعيد ولغة السلاح والحرب، وغياب الإرادة الدولية في مواجهة الاستهتار الإسرائيلي في المنطقة".
وأضاف: "إن وحدة العراقيين والتفافهم حول مرجعيتهم الدينية العليا في النجف الأشرف، متمثلة بالإمام السيستاني (دام ظله الوارف)، والالتزام بتوصياتها وإرشاداتها القيمة، هو السبيل الأمثل لمواجهة شتى أنواع المخاطر والتحديات".
وتابع: "إن لغة الإحباط والتهويل التي تمارس اليوم على أهلنا وشبابنا هي جزء من حرب نفسية يستخدمها العدو ضد بلدنا وشعبنا، ويجب على النخبة المجتمعية والسياسية أن تواجه ذلك بقوة وحسم وإصرار، وعلى الحكومة والمؤسسات المعنية أن لا تسمح لأصحاب تلك الأجندات المغرضة بالنيل من عزيمة شبابنا وأمن مجتمعنا".
وأشار إلى أن "ما تشهده اليوم الشقيقة سوريا من اضطراب في الإدارة والأوضاع، يتطلب منا حذراً مضاعفاً لمواجهة الانعكاسات الأمنية والإنسانية المحتملة على بلدنا، وما يترتب من تهديد حقيقي لأمن المنطقة والدول المجاورة".
ودعا منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى "أخذ دورهما التاريخي والمسؤول تجاه ما يحدث في منطقتنا من استهداف واعتداء وتهاون، وأن تكون كلمة الوحدة الإسلامية والعربية هي المتصدرة في مشهد القرار في المنطقة".


أمس, 10:41
المصدر: https://www.iqiraq.news/political/68095--.html
العودة للخلف