اعتبرت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية أن تجربة الولايات المتحدة في العراق بعد عام 2003 تمثل درسا نموذجيا بالغ الأهمية لإسرائيل في إدارتها للحرب الحالية في قطاع غزة
وأشارت الصحيفة إلى أوجه الشبه بين القتال الذي واجهته القوات الأمريكية في العراق، والصراع القائم مع حركة حماس في غزة.
وفي تقرير نشرته الجمعة ذكرت الصحيفة بأن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش فشلت في التخطيط لمرحلة ما بعد الغزو، ما أدى إلى فراغ أمني خطير عقب حل الجيش العراقي وحزب البعث، ما مهد الطريق لقتال مسلح قاده متطرفون من تنظيم القاعدة وأدى إلى اضطرابات أمنية طويلة الأمد، بحسب زعمها.
ورأت الصحيفة أن هذا الوضع منح إيران فرصة لتعزيز نفوذها من خلال دعم الجماعات المسلحة التي اخترقت مؤسسات الدولة العراقية واستهدفت القوات الأمريكية، لافتة إلى أن واشنطن اضطرت بعد سنوات إلى تعديل استراتيجيتها، عبر اعتماد سياسة مكافحة التمرد بقيادة الجنرال ديفيد بترايوس، التي أثمرت عن تحسن نسبي في الأوضاع الأمنية.
وتقول الصحيفة إن إسرائيل تجد نفسها اليوم في وضع مشابه، إذ تواجه تمردا مسلحا في غزة، ورغم التفوق الميداني وقصف البنى التحتية لحماس وقتل آلاف من مقاتليها، إلا أن الكلفة الإنسانية الباهظة وضعت إسرائيل تحت ضغط دولي متزايد.
وأشارت واشنطن تايمز إلى أن الحرب الحضرية في غزة، بما خلفته من دمار واسع ومعاناة مدنية، أصبحت تمثل رافعة دعائية لحماس والجهاد الإسلامي، في وقت تستعد فيه الحكومة الإسرائيلية لتوسيع العمليات العسكرية ضمن خطة تمتد لخمسة أشهر للسيطرة على كامل القطاع.
ورغم الأهداف المعلنة للحرب، والتي تشمل القضاء على حماس وضمان عدم عودة التهديد من غزة، إلا أن الصحيفة حذرت من غياب رؤية سياسية واضحة لما بعد الحرب، مشيرة إلى انقسام داخل القيادة الإسرائيلية، لا سيما مع تحذيرات رئيس الأركان إيال زامير من تبعات احتلال غزة على استقرار الجيش ومفاوضات الأسرى.
كما نوهت الصحيفة إلى تطورات دولية متسارعة، أبرزها نية دول مثل ألمانيا وفرنسا وأستراليا الاعتراف بدولة فلسطين خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط تعليق بعض صفقات التسليح الأوروبية مع تل أبيب وتزايد الانتقادات الإقليمية والدولية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بدعوة تل أبيب إلى تبني استراتيجية جديدة مستوحاة من دروس العراق، ترتكز على فصل حماس عن المدنيين، وتعزيز التعاون مع دول الخليج، وتمكين قيادات فلسطينية معتدلة من قيادة إعادة إعمار غزة سياسيا واقتصاديا، محذرة من أن استمرار الحرب قد يعزل إسرائيل دولياً ويقوض فرص السلام الإقليمي.