بغداد - IQ
أكد الخبير الاقتصادي منار العبيدي، اليوم السبت، أن الفائض التجاري بين العراق والصين تراجع إلى 7.7 مليار دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، مقارنة بـ9.37 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي، نتيجة انخفاض الصادرات العراقية وارتفاع الواردات الصينية.
وقال العبيدي في منشور على فيسبوك تابعته (IQ)، إن "الصادرات العراقية إلى الصين سجّلت تراجعًا بنسبة 5.77%، وبلغت 15.2 مليار دولار حتى نهاية أيار 2025، مقابل 16.14 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2024"، مبينًا أن "هذه الصادرات تعتمد بشكل شبه كامل على المنتجات النفطية."
وأشار إلى أن "بيانات هيئة الجمارك الصينية أظهرت ارتفاع قيمة الصادرات الصينية إلى العراق بنسبة 9.5%، حيث بلغت 7.4 مليار دولار، مقارنة بـ6.77 مليار دولار في 2024، مدفوعة بنمو في عدة قطاعات."
وبيّن أن "الأجهزة الكهربائية والميكانيكية شكّلت 24% من إجمالي الصادرات الصينية إلى العراق، وارتفعت بنسبة 11.46%، فيما نمت صادرات الإلكترونيات – التي تشكّل 15% من الإجمالي _ بنسبة 29.3%، أما الملابس فزادت بنسبة 21%، والسيارات وقطع الغيار حققت أعلى نمو بنسبة 35%."
وأكد العبيدي أن "الفائض التجاري، رغم استمراره لصالح العراق، إلا أنه بات أكثر تأثرًا بتقلبات سوق النفط، ما يستدعي تنويع مصادر التصدير وتخفيف الاعتماد المفرط على النفط الخام."
وأضاف أن "حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين تجاوز 54 مليار دولار، إلا أن التعاملات المالية ما تزال تتم بالدولار الأميركي بشكل شبه كامل، في ظل غياب منصة تبادل بالعملات المحلية، داعيًا إلى تأسيس آلية مالية ثنائية بين بغداد وبكين لتقليل الاعتماد على الدولار وتعزيز الاستقلال المالي."
ولفت إلى أن "دولًا مثل تركيا بدأت بالتحول إلى اعتماد العملات الوطنية في التبادلات التجارية مع الصين، معتبرًا أن هذه الخطوة ستكون استراتيجية إذا ما تبناها العراق."
واختتم العبيدي بالقول إن "الإحصاءات الرسمية لا تشمل السلع التي تصدَّر أولًا إلى دول مجاورة مثل الإمارات ثم يُعاد تصديرها إلى العراق، ما يعني أن الحجم الفعلي للصادرات الصينية إلى السوق العراقية قد يكون أعلى من الأرقام المسجلة رسميًا."